قال النبي الكريم عليه أفضل الصلاه والسلام " لا تزولُ قدَما عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يسألَ عن أربعٍ ، عن عُمرِهِ فيما أفناهُ وعن عِلمِهِ ما عملَ بِهِ وعن مالِهِ من أينَ اكتسبَهُ وفيما أنفقَهُ وعن شبابِهِ فيما أبلاهُ "، وهنا دليل واضح على أهمية الوقت حينما تسال عن الوقت اثناء حياتك فيما قضيته ؟ وهل أشغلت وقتك حينها بما يرضي الله ويفيدك في آخرتك ام غير ذلك.

لاشك بأن معظم أمور حياتنا مرتبطة بالوقت مثل الصلاة والعمل والزيارات الإجتماعية وغير ذلك، وبما أننا ندرك اهمية الوقت لتنظيم حياتنا ونعمل على ضبط الوقت لتنفيذ أعمالنا اليومية ، فمن الواجب احترام وقت الآخرين عندما نتعامل معهم في حياتنا، فعندما نفكر في زيارة الغير على سبيل المثال، فإنه من الواجب علينا التنسيق معهم بحسب وقتهم المناسب وعدم إطالة وقت الزيارة ، كما انه يستوجب علينا الحديث معهم في المفيد حتى لا نهدر الوقت في الحديث عن مواضيع لا قيمة لها، وتكون سبباً في ضياع وقتنا ووقت الآخرين.

احترام الوقت هو أحد أهم الأسباب لتقدم المجتمعات، فعندما نلتزم بالوقت مع الآخرين فهو بمثابة الإحسان الذي يعود بالنفع علينا وعلى من نتعامل معهم ، لأن ذلك هو المقياس الحقيقي لمستوى الوعي لدى المجتمع ، ويعكس مدى ثقافته التي تشكل عنصراً أساسياً في تقدم بلد بأكلمه، فالتنظيم هو أبرز معالم النجاح والتقدم، بعكس ما نشاهده في بلدان قد يسود مجتمعاتها الجهل أو العشوائية في القيام بأمور حياتهم اليومية وتعاملاتهم الإجتماعية، مثل عدم الإهتمام بأوقات مواعيد العمل والزيارات والنوم والأكل ، وغير ذلك.


لذلك فإن فطرة الإنسان قد تشير إلى تنظيم إلهي لكل ما يخص حياته منذ بدء مراحل خلقه من نطفة الى خروجه للحياة ليستمر في مراحل حياته بإنتظام، مما يدل على أهمية تنظيم الوقت ، وإلا لما كان أحد أهم الاسئلة المقدمة له بعد موته عن عمره فيما أفناه بمعنى كيف قضى الوقت في حياته ، لذلك يجب احترام الوقت لتنظيم حياتنا واستغلاله بشكل أفضل، وبنفس الوقت احترام وقت الآخرين، لأن من يحترم الوقت ويهتم بتنظيم حياته وأوقاته سينتظر من الآخرين احترام الوقت عندما يتعامل معهم، وعندما يتحقق ذلك فأنت تعيش في مجتمع واع ومتقدم بفكره وأهدافه.