عكست نحو 80 لوحة متنوعة لـ20 خطاطًا «ذكورًا، وإناثًا» من عدة دول عربية، رحلة استكشافية في جماليات الحروف العربية، والخط العربي، وفي إبداعات رسم كلمات القرآن الكريم والموروث النبوي، وتأصيل معاني التراث الشعبي والقيم المتجذرة لحضارة إسلامية مستمرة ومتنورة.

وقدمت اللوحات الـ80 في معرض أنوار الحروف العربية الذي نظمته جمعية الثقافة والفنون في الأحساء ابتداء من الخميس 5 سبتمبر الحالي ولمدة أسبوع.

خلايا دماغية نشطة


أكد باحثون في الخط العربي، وخطاطون عرب لـ«الوطن»، أن فن «الخط» يساعد على اكتساب وتحسين عدد من الصفات الشخصية لدى الإنسان، ومن هذه الصفات توظيف الخلايا الدماغية النشطة؛ حيث أكدت عدة دراسات أنّ ذلك يؤثّر على الدماغ وخاصة النصف الأيمن منه، وهو الجزء المسؤول عن الإبداع والخيال.

وأجمع هؤلاء على أن إقليم الأحساء، يقف شاهدًاعلى ابتكار الخطوط «الأبجدية»، وكان من أبرزها خط «المسند».

وأبان المتخصص في الفن التشكيلي والخط العربي والموروث أحمد العبد رب النبي «سعودي»، أن الدراسات التاريخية المتخصصة، تؤكد أن الخط المسند، انطلق من الأحساء، وينسب إليها حتى وقتنا الحالي، وهناك خطاطون وأسماء كبيرة في الخط العربي تنتمي إلى الأحساء.

وخط «المسند» الأحسائي، جميع خطوطه تستند بعضها إلى بعض، بشكل منسق، وكان التباهي بالرماح الخطية الذي تنتجه الأحساء.

تنمية أيقونة الجمال

أضاف العبد رب النبي أن الحروف «العربية»، ليست صماء، وكل حرف له جمالياته، وفيه فلسفة وليونة وتهدئة للأعصاب عند الكتابة بـ«الخط»، وهناك مستشفى «سعودي»، يقدم خدمة علاجية من خلال الكتابة بالخط.

وبين أن كبار العلماء، كانت خطوطهم «منسقة»، وفيها من الجمال، والتأني في الكتابة، لافتًا إلى أن الدراسات العلمية المتخصصة في الخطوط تشير إلى أن الخطاط يمتاز عن غيره في الغالب بالمرونة، والطيبة، والليونة، فخطوطه منحنية أشبه بالكثبان الرملية.

وأوضح أن التعامل مع الخطوط بمثابة التعامل مع كيان بمشاعره وأخلاقه، مؤكدًا أن الخط «روحاني» يكتبه الإنسان بروحه، فعندما يُرَكز تربويًا على مادة الخط العربي فإن النشء يحسن خطه، ويجعل خطوطه متناسقة ومترابطة جميلة في نسق واحد على امتداد أفقي واحد غير مرتفعة الخطوط بعضها عن بعض، ففي هذه الآلية يتم تقديم خدمة تربوية ملموسة للطالب والطفل في تنمية أيقونة الجمال والإحساس بالحرف.

التنافس بين الخطاطين

بدوره، أكد الخطاط المصري كرم شكري أن لمعارض «الخط» العربي، أهمية في تنشيط الإبداع، والإنتاج الفني، والتنافس بين الخطاطين، وتشجيع المواهب، وبث روح الفن في النفس البشرية، وزيادة الوعي الفني والإبداعي لديهم والوصول إلى أحدث الأفكار، والارتقاء بالتذوق الفني للخطاط والمتلقي، وزيادة الوعي الفني ورفع مستوى الذوق العام، وفتح المجال لاقتناء بعض الأعمال الفنية، وزيادة العلاقات التجارية، وأصبح العالم الآن في تطور دائم بكافة المجالات فأصبحت المعارض «حضورية، وعن بعد»، لذلك يجب الدقة والحذر لوضع معايير وقيم لاختيار اللوحات والأعمال المعروضة من قبل لجنة أكاديمية متخصصة، تختار الأفضل من خلال الجودة، والفكرة، والهدف، والرسالة من خلال العمل الفني، فالمعارض بمثابة المعلم بطريق غير مباشر.

أكاديمية الخط بقواعده

شدد شكري على ضرورة مراعاة محورين في معارض الخط العربي، وهما:

01- محور أكاديمية الخط بقواعده المعروفة، وذلك لإحياء التراث والاعتزاز به وبلغتنا العربية.

02- محور التجريد بالحرف العربي، والاستفادة من تراثنا، وكيفية استلهام الخطاط من الخط العربي، ومن الحرف فكرة تحلق به في عنان السماء ليحكي لنا حكاية ورواية من خلال الحرف وحتى النقطة، وحكاية غير مقروءة من خلال اللون والتكوين، تخلق لنا كفنانين مسلمين شخصية فريدة مستقلة، وأن الارتقاء بالحرف، يصل بنا إلى العالمية، ومن أهم معاييرها الأصالة، فاحتفاظ بالقيم والتراث والأمانة في نقله تصل بصاحبها إلى العالمية، فكثير من الفنانين في مجال التجريد بالحرف وصلوا لآفاق العالم، وأصبحت أساليبهم، تدرس بالخارج، وأصبحت أعمالنا تُزين منتجات العالم، وتؤثر في نهج فنانين عالميين.

مقرر مستقل

يجزم شكري بأهمية إدراج الخط العربي بالمناهج المقررة دراسيًا، كمقرر مستقل، ليس للاحتراف، ولكن لتحسين خط الطالب بالكتابة، وذلك يزيد من مهارة الطالب في القراءة، ويكون ذلك بإعداد المعلم أولًا، وتهيئته لتدريس الطريقة الصحيحة لكتابة الخط بالقلم الحبر أو الرصاص العادي، لأن الهدف هو تحسين الخط، وليس الاحتراف، والتركيز فقط على خط النسخ «خط المصحف الكريم» وكذلك الكتب الدراسية، ومع الممارسة تظهر المواهب، ومن هنا حصرهم وإعطاؤهم خطة أكاديمية لكافة أنواع الخطوط من النسخ، والرقعة، والثلث، والديواني، والفارسي، والكوفي.

3 صفات للخط العربي

ـ وضوح قراءة الخط وفهمه

ـ سهولة كتابته

ـ جمال منظره

من أنواع الخط العربي

الكوفي

المحقق والريحاني

خط الطومار

الجليل أو الجلي

الثلث

النسخ

الفارسي (التعليق)

الشكستة (المكسر)

الديواني

جلي الديواني

الرقعة

الإجازة

المغربي

السنبلي

الوسام

الطغراء

السياقة

حروف التاج

خط المشق

المكي والمدني

السوداني

البهاري

الكرشمة

المعلي

القدوسي

الحر

الكوفي

المسند