يؤكد باحثون من جامعة واشنطن أن عمليات الإغلاق بسبب كوفيد-19 لم توقف الحياة الاجتماعية للمراهقين فحسب ــ بل ضغطت على زر التقدم السريع فيما يتصل بتطور الدماغ، وخصوصاً بالنسبة للفتيات.

ونُشر هذا البحث في مجلة Proceedings of the National Academy of Sciences، حيث يقدم لمحة عن التأثير العصبي للأزمة العالمية على عقولنا الأكثر ضعفًا. ويرسم صورة للشيخوخة المتسارعة في دماغ المراهقين، مما يتحدى فهمنا لتطور المراهقين ويدق ناقوس الخطر بشأن العواقب طويلة الأمد للعزلة الاجتماعية.

تغييرات عميقة


تقول باتريشيا كول المؤلفة الرئيسية والمديرة المشاركة لمعهد جامعة ويسكونسن للتعلم وعلوم الدماغ (I-LABS)، في بيان صحفي: «نعتقد أن جائحة كوفيد-19 هي أزمة صحية، لكننا نعلم أنها أنتجت تغييرات عميقة أخرى في حياتنا، وخاصة بالنسبة للمراهقين».

بدأت الدراسة في عام 2018 كبحث في تطور دماغ المراهقين النموذجي، لكنها اتخذت منعطفًا غير متوقع عندما ضرب الوباء. ما ظهر كان قصة دماغين: ذكر وأنثى، كلاهما متأثر، ولكن بدرجات مختلفة تمامًا.

قام الباحثون بفحص سمك القشرة المخية، وهي الطبقة الخارجية للدماغ، والتي تترقق بشكل طبيعي مع تقدمنا ​​في السن. وعادة ما تتكشف عملية الترقق هذه، وهي علامة على نضوج الدماغ، تدريجيًا طوال فترة المراهقة. ومع ذلك، يبدو أن الوباء ضغط على دواسة الوقود، خاصة بالنسبة للفتيات.

أرقام مذهلة

في المتوسط أظهرت أدمغة الفتيات تغيرات تعادل الشيخوخة أسرع بنحو 4.2 سنوات من المتوقع، في حين تقدمت أدمغة الأولاد في العمر بنحو 1.4 سنة. وأوضح الباحثون «لنضع هذا في المنظور الصحيح، فلنتخيل فتاة تبلغ من العمر 14 عاماً تمتلك فجأة بنية دماغ فتاة تبلغ من العمر 18 عاماً ــ وهي قفزة تستغرق عادة سنوات مضغوطة في أشهر من الإغلاق».

كان هذا التسارع منتشراً على نطاق واسع في مناطق متعددة من الدماغ لدى الفتيات، لكنه اقتصر على منطقتين فقط لدى الأولاد. وتلعب المناطق الأكثر تأثراً لدى الفتيات ــ التلفيف المغزلي، والجزيرة، والقشرة الصدغية العلوية ــ أدواراً حاسمة في التعرف على الوجوه، ومعالجة المشاعر، والفهم الاجتماعي. ويبدو الأمر وكأن المراكز الاجتماعية في دماغ المراهقات الأنثى تعمل بأقصى طاقتها، على الرغم من (أو ربما بسبب) الافتقار إلى التفاعل الشخصي.