في عالم علاج السرطان، يبرز الورم الأرومي الدبقي (GBM) كواحد من أكثر الخصوم تحديًا. لطالما ارتبط هذا السرطان الدماغي العدواني والقاتل، الذي يصيب البالغين بشكل أساسي، بمعدلات بقاء قاتمة على قيد الحياة على الرغم من التقدم في العلوم الطبية. ومع ذلك، هناك الآن شعاع أمل في الأفق بفضل لقاحات الجيل التالي.

يوضح الباحثان روبرت ديلمان ودانييلا بوتا من جامعة كاليفورنيا-إرفاين أن التطورات الأخيرة في تكنولوجيا اللقاحات تقدم إمكانيات جديدة للمرضى الذين يكافحون هذا المرض. ويحظى مرشحان واعدان على وجه الخصوص باهتمام الباحثين والأطباء على حد سواء: SurVaxM و AV-GBM-1. وتمثل هذه الأساليب المبتكرة خطوة مهمة إلى الأمام في المعركة الجارية ضد الورم الأرومي الدبقي . ونُشرت النتائج في مجلة Oncotarget.

نادر ومميت


أشار الباحثون في بيان صحفي إلى أن "اللقاحات تعتبر نهجًا واعدًا لعلاج الورم الدبقي متعدد الأشكال منذ سنوات عديدة".

الورم الأرومي الدبقي هو شكل نادر ولكنه مميت من سرطان الدماغ. وعلى الرغم من العلاج العدواني الذي يجمع بين الجراحة والإشعاع والعلاج الكيميائي، فإن التوقعات للمرضى ظلت قاتمة. أفادت معظم التجارب السريرية في السنوات الأخيرة أن متوسط ​​​​مدة البقاء على قيد الحياة يبلغ حوالي 16 شهرًا، مع بقاء حوالي 25% فقط من المرضى على قيد الحياة لمدة عامين بعد التشخيص.

علاجات فعالة

لقد دفع البحث عن علاجات أكثر فعالية العلماء إلى استكشاف إمكانات لقاحات السرطان. وعلى عكس اللقاحات التقليدية التي تمنع الأمراض، تهدف هذه اللقاحات العلاجية إلى تحفيز الجهاز المناعي في الجسم لمحاربة الخلايا السرطانية الموجودة. والمفهوم بسيط للغاية: تدريب الجهاز المناعي على التعرف على الخلايا السرطانية ومهاجمتها كما لو كانت غزاة أجانب.

SurVaxM، أحد اللقاحات المرشحة الواعدة، يستهدف بروتينًا يسمى survivin والذي يوجد عادةً في خلايا الورم الدبقي، ولكن نادرًا ما يوجد في الخلايا السليمة. يجمع هذا اللقاح بين بروتين survivin ومكونات أخرى تساعد في تعزيز الاستجابة المناعية. وكانت النتائج المبكرة من تجربة المرحلة الثانية مشجعة، حيث أظهر المرضى معدلات بقاء أفضل مقارنة بالبيانات التاريخية.

أما اللقاح الآخر، AV-GBM-1، فيتبنى نهجًا أكثر تخصيصًا. حيث يتم إنشاء هذا اللقاح باستخدام خلايا مناعية وأنسجة الورم لدى المريض. ومن خلال تعريض خلايا مناعة المريض لمستضدات الورم الفريدة الخاصة به، يهدف اللقاح إلى خلق استجابة مناعية مصممة خصيصًا ضد السرطان. كما أظهرت النتائج الأولية من التجارب السريرية لـ AV-GBM-1 نتائج واعدة، حيث شهد بعض المرضى فترات بقاء أطول من المتوقع.

محاربة المرض

تمثل هذه اللقاحات تحولاً في كيفية تعاملنا مع علاج الورم الأرومي الدبقي. فبدلاً من الاعتماد فقط على العلاجات التي تهاجم الخلايا السرطانية بشكل مباشر، فإنها تستغل قوة الجهاز المناعي للجسم لمحاربة المرض. وهذا النهج ليس فقط لديه القدرة على أن يكون أكثر فعالية، بل يؤدي أيضًا إلى آثار جانبية أقل مقارنة بالعلاجات التقليدية.

SurVaxM

أحد اللقاحات المرشحة الواعدة

يستهدف بروتينًا يسمى survivin والذي يوجد عادةً في خلايا الورم الدبقي ولكن نادرًا ما يوجد في الخلايا السليمة.

يجمع هذا اللقاح بين بروتين survivin ومكونات أخرى تساعد في تعزيز الاستجابة المناعية.

AV-GBM-1

يتم إنشاء هذا اللقاح باستخدام خلايا مناعية وأنسجة الورم لدى المريض.

يهدف اللقاح إلى خلق استجابة مناعية مصممة خصيصًا ضد السرطان.

شهد بعض المرضى فترات بقاء أطول من المتوقع.