ففي المحور النفسي يركز البرنامج على تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للأفراد لمساعدتهم على التغلب على التحديات والضغوط النفسية التي يواجهونها في حياتهم اليومية. يهدف هذا المحور إلى تعزيز الصحة النفسية للأفراد من خلال جلسات استشارية وورش عمل تسهم في تنمية مهارات التفكير الإيجابي والتعامل مع الضغوط بشكل فعال. كما يسعى البرنامج إلى خلق بيئة آمنة تشجع الأفراد على طلب المساعدة النفسية عند الحاجة مما يسهم في بناء مجتمع أكثر تماسكاً واستقراراً.
وفي المحور المالي يسعى البرنامج لتقديم الإرشاد المالي للأفراد لمساعدتهم على تحقيق الاستقرار المالي وإدارة أموالهم بفعالية. يشمل هذا المحور برامج توعوية تقدم نصائح مالية عملية تتعلق بإعداد الميزانيات والتخطيط المالي واستراتيجيات الادخار والاستثمار بحكمة. يهدف هذا المحور إلى تمكين الأفراد من اتخاذ قرارات مالية مدروسة تسهم في تحقيق الاستقلال المالي للأسر وتعزز من قدرتهم على بناء مستقبل اقتصادي أكثر استقراراً.
أما المحور التعليمي، فيركز على دعم الأفراد في مسيرتهم الأكاديمية والمهنية من خلال تقديم الإرشاد والتوجيه اللازم لتطوير المهارات المطلوبة في سوق العمل. يوفر البرنامج ورش عمل ودورات تدريبية مصممة لتحسين الأداء الأكاديمي وتوجيه الأفراد نحو اختيار المسارات المهنية المناسبة لهم. يهدف هذا المحور إلى إعداد الأفراد للتفوق الأكاديمي والمهني مما يسهم في رفع مستوى الكفاءة والإنتاجية في المجتمع ويعزز من فرص النجاح في الحياة المهنية.
مقترح البرنامج الوطني للإرشاد العام يمثل خطوة حاسمة نحو تحسين جودة الحياة في المجتمع السعودي. فهو لا يقدم فقط حلولا فورية للتحديات التي يواجهها الأفراد بل يسعى أيضاً إلى تمكينهم من بناء حياة مستقرة ومتوازنة على المدى الطويل. هذا البرنامج يعكس التزامنا بتحقيق التنمية المستدامة من خلال الاستثمار في الإنسان ودعمه ليكون قادراً على مواجهة تحديات الحياة بثقة وفعالية. أدعو أصحاب القرار إلى تبني هذا المقترح ودراسته والعمل على تحويله إلى واقع ملموس لما له من آثار إيجابية ومؤشرات يمكن قياسها قياس قبلي وقياس بعدي على الأفراد والمجتمع ككل.