أثار قرار إسناد تدريس مواد «لغتي، والرياضيات، والعلوم» في المرحلة الابتدائية، للمعلمة والمعلم المتخصص، جدلًا بين أولياء الأمور، إذ أيد البعض القرار فيما دعا أخرون إلى استثناء تطبيق القرار على طلاب وطالبات الصف الأول الابتدائي، والاستمرار بالعمل بنظام المعلمة الواحدة داخل الصف الدراسي، كما هو معمول فيه سابقًا والذي حقق - من وجهة نظرهم - مخرجات تعليم ونواتج تعلم كبيرة.

فارق كبير

يرى المؤيديون أن القرار يسعى إلى تحسين مخرجات التعليم ونواتج التعلم، وإكساب الطلاب والطالبات المعارف والمهارات الأساسية، وتنمية قدراتهم من خلال المعلمين المتخصصين، بينما أوضح أولياء أمور طلاب وطالبات «مستجدين» في الصف الأول الابتدائي، لـ«الوطن»، في معرض مقارنتهم بمعلمة الصف في الأعوام السابقة، ومعلمة التخصص بعد مضي 3 أسابيع على انتظام أبنائهم في المدرسة، أنهم شعروا بالفارق الكبير، بين آلية الأعوام السابقة، والآلية الجديدة في العام الحالي، مؤكدين أن الآلية في الأعوام السابقة، أفضل للطلاب والطالبات، موضحين أن تعدد دخول المعلمات على الأطفال الصغار بواقع معلمة كل حصة «45 دقيقة»، يحدث خوفًا ورهبة عند بعض الأطفال، علاوة على التشتت في طريقة إيصال المعلومات، فلكل معلمة طريقة تدريس وأسلوب مختلف، وقد لا يخدم ذلك مرحلة النمو والتطور والتكوين عند بعض الأطفال.


التكيف والانسجام

أضافوا، أن مدارسنا، مليئة بمعلمات «الصف»، ممن يمتلكن خبرة واسعة في تدريس الصف الأول لغالبية المقررات الدراسية، وجديرات بتدريس تلك المقررات، لا سيما أن تلك المقررات الدراسية على اختلافها سهلة التدريس، فتلك المقررات، تتطلب معلمة، تعمل على تحقيق التكيف والانسجام مع البيئة المدرسية، والإسهام في إزالة مشاعر الخوف والرهبة والقلق، دون الحاجة إلى النظر الدقيق في تخصص المعلمة، وبعد ذلك في الصف الثاني الابتدائي، يمكن العمل بإسناد التدريس لمعلمة التخصص بشكل تدريجي، ومراعاة في الجدول بتقليل إسناد التدريس إلى معلمتين أو ثلاث معلمات كحد أقصى في اليوم الدراسي، لافتين على الوزارة على دقة ترشيح واختيار «معلمات» الصف الأول الابتدائي، وتنفيذ دورات تدريبية متخصصة لهن لإكسابهن المزيد من الخبرات والمعارف، وإطلاق تخصص يحمل مسمى: «معلمات الصف الأول».

سهولة التواصل

استعرض المعارضون، حزمة مزايا في معلمة الصف، من بينها: سهولة التواصل بين المدرسة والأسرة «المعلمة والأم على تواصل دائم وقريب» وبالتأكيد ذلك في صالح الطفل والعملية التعليمية، وسرعة حل الملاحظات التي قد تعترض الطفل داخل الفصل، واقتراب المعلمة بشكل أكبر للطفل، والتعاون السريع والمباشر بين أسرة الطفل والمعلمة، وإلمام معلمة الصف بشكل أكبر على تفاصيل واحتياجات ورغبات الطفل والعمل على تلبيتها، والعمل من خلالها على مراعاة الفروق الفردية، وتوحيد طريقة التدريس، وتوحيد طريقة حل الواجبات، وطريقة المراجعة والاستذكار، يتماشى مع النظريات التربوية، التي تؤكد على انتقال الطفل من البيت إلى المدرسة بشكل تدريجي، ومراعاة توزيع أوقات الحصص الدراسية في اليوم الدراسي الواحد بما يتناسب مع الأطفال، فتعدد المعلمات قد لا يخدم توزيع الحصص الدراسية تبعًا لقوة المقرر الدراسي، مستشهدين في ذلك إلى تفضيل حصة الرياضيات «الأولى» في اليوم الدراسي، وهذا قد لا يتحقق من تعدد المعلمات، بينما يتحقق ذلك من خلال معلمة الصف.