أكدت المفكرة والناشطة في علم النفس «آنا لومايند» مؤسِّسة موقع (Learning Mind)، والباحثة ومؤلفة الكتاب الشهير «The Power of Misfits» - قوة المنبوذين - أن ما يجعل الشخص يقدّم النصائح باستمرار دون طلب يعود إلى عدة أسباب، حب السيطرة، والشعور بعدم الأمان والقلق، الغرور، الشعور بالتفوق، إضافة إلى التزمت ومحدودية التفكير، والملل.
(2)
تم إغلاق أحد التطبيقات مما يعد مرتعا للمراهقين قبل سنوات فلم يجدوا بدًّا من الهجوم على «تويتر» - آنذاك - ليصطبغ «تويتر» بالسطحية والتجاوزات الأخلاقية، قبل أن يفتح لهم «التيكتوك» أبوابه، ومناخه المناسب لهم، ليحجّ إليه «الشطّار» زرافات ووحدانا، ليعود «الهواء» مجددا إلى منصة X ولكن حدثت بعض التطورات في «التيكتوك» ليفقد أهم أركانه «البث المباشر» ليعود المراهقون إلى منصة X وتعود السطحية وانعدام المنطق.
(3)
لم يعد المراهقون عناصر استماع، وتنفيذ، بل تخلوا عن حذرهم وباتوا يقدمون النصائح، والتوجيهات، والتحذيرات، لكل من يكبرهم بـ«يوم»!، وهذا دليل على أن في قرارة أنفسهم شعور بالغرور، و«الأنا» المتضخمة، وافتراض جهل الآخرين.
(4)
مراهق يعلمنا كيف نتصرف في السفر، وأخرى تعلمنا الأسلوب الأمثل لشراء سكن، وعشريني يعطي مسميات لطرق لبس «الشماغ»، ونظيره يحذرنا من السهر!، قلت لصديقي سيأتي من يعلمنا الأكل!
(5)
بعث لي صديقي مقطعا لمراهقة تعلمنا الطريقة المثلى لأكل الكبسة باليد، سمت العملية بـ«تتوريال أكل الكبسة»!، فبعثت له مقطعا لمراهقة «مشهورة» تقدم «تتوريال» لتقطيع «بطيخة» وهي تكرر كلمة «حرفيا» بشكل مستفز.. يالغرور المراهقة!
(6)
يجب أن يعرف المراهق حجمه، و«حدوده»، ليمكن تعليمه، فكلما قلنا «رحم الله امرئ عرف قدر نفسه»، قال: «نحن في زمن غير زمنكم»، فتشعر هنا أنك كهل من الديناصورات الثيروپوديَّة جوفاء الذيل!
(7)
نعم يا سيدي!، لا يحق للمراهق أن يقدم النصائح، فهو ما زال في طور النمو، والتعلم، ويعاني - بطبيعة الحال - من قلة الخبرة، ويكره سماع النصائح، لا يطيع، ولا يستطيع، وسبق أن اقتربت من مراهق غاضب يغلق الطريق، صافحته بابتسامة، وقلت: تريد رأيي؟!، فقال دونما تردد: لا!، فعدتُ أدراجي.