رغم تقدير الأوساط السياحية السعودية عدد السياح الذين أمضوا إجازاتهم في سورية لصيف عام 2010، بأكثر من 4,6 ملايين بحجم إنفاق يقدر بنحو 60 مليار ريال، إلا أن الشكاوى كانت في تزايد مستمر من السرقة التي كان عدد كبير من السائحين يتعرض لها، إضافة إلى عمليات اعتداء وتهشيم زجاج سيارات، وكذلك تشكيل عصابات لسلب السائحين السعوديين مقتنياتهم يقوم بها كثير من الخارجين على القانون والشبيحة. وفجرت حادثة مقتل الطالب السعودي حسين بندر العنزي على يد الشبيحة قبل ثلاثة أيام أمس، عاصفة من الغضب والحزن لدى الشارع السعودي، خصوصاً مع تكرار حوادث الاعتداء والقتل أحياناً من عصابات منظمة استهدفت السعوديين تحديداً الذين هم الأكثر خليجياً ضمن عدد السياح الذاهبين إلى سورية.
ولم تسلم السفارة السعودية في دمشق من الاعتداءات حيث تعرضت لاقتحام من متظاهرين منتصف الشهر الجاري، حيث قام المتظاهرون بتكسير زجاج النوافذ وعبثوا بمحتويات السفارة. كما تظاهر مئات من السوريين تظاهروا قبل أيام أمام مبنى السفارة ورشقوها بالحجارة. وشهدت السنوات القليلة الماضية عدداً من الجرائم التي تعرض لها السعوديون في سورية، منها قتل المواطن عيد محمد الحويطي في دمشق عام 2007، فيما نجا زميل آخر له. والحويطي أب لطفلين وكان يعمل في إحدى مدارس مدينة تبوك، ووقعت الحادثة عندما كان القتيل وزميله يقضيان إجازة منتصف العام في سورية. وفي عام 2005 تفاقمت الأزمة السياحية بين الرياض ودمشق بعد أن تزايدت حالات سرقة السائحين السعوديين في سورية على يدي عصابات مما أدى إلى تغيير عشرات الآلاف من المواطنين وجهاتهم السياحية إلى وجهات أخرى تصدرتها القاهرة وبيروت. وفي العام نفسه نشرت "الوطن" تفاصيل اختفاء 5 معلمين سعوديين بعد رحلة سياحية لسورية التي دخلوها في 5/ 5/1426هـ.
كما نشرت "الوطن" بتاريخ 27 فبراير 2006 خبراً عنوانه "التحقيق في مقتل ضابط سعودي بسورية" جاء في تفاصيله أن الجهات الأمنية والدبلوماسية السعودية والسورية تواصل التحقيق في مقتل الملازم أول بالجيش السعودي فايز بن فهد السحيمي الحربي في دمشق. وكان نبأ السحيمي الحربي الذي توجه إلى سورية بقصد السياحة قبل أن تعثر عليه السلطات هناك مقتولا، قد بلغ أسرته في المدينة المنورة فجر الجمعة الماضي، دون أن يتمكنوا من الحصول على أي معلومات إضافية حول ظروف مقتله؛ فيما توجه اثنان من أقرباء الحربي إلى سورية لاستلام جثمانه ولمعرفة الوقائع التي يشتبه في أنها حادثة جنائية. وبتاريخ 4 فبراير من عام 2006 قتل المواطن السعودي منصور بن راشد التميمي بعد تعرضه لاعتداء غادر وسرقة بشعة بسورية. وكان الفقيد يعمل مدرساً في مجمع الأمير سلطان التعليمي بالرياض ويحمل درجة الماجستير في أصول الدين وله أربعة أبناء وابنة.
وفي سبتمبر من عام 2009 شكا عدد من السعوديين من الذين أمضوا إجازة الصيف في سورية من سوء المعاملة التي وصلت إلى حد تعرض بعضهم للسجن دون وجه حق. والتقت "الوطن" في عددها بتاريخ 1 سبتمبر 2006، بأربعة سعوديين خرجوا من السجون السورية بعد أن أمضوا 20 يوماً داخلها، بعد أن تشاجر أحدهم مع شخص سوري انتقد السعوديين بشدة وبعد أقل من ساعة، اقتحمت الشرطة شقتهم التي استأجروها، والقبض عليهم وتحويل قضيتهم من مشاجرة إلى تهمة سياسية. كما نشرت في عددها رقم 2158 تقريراً مطولاً عن شكوى عدد من السياح السعوديين من سوء المعاملة في سورية وتعرضهم للسرقة وتهشيم سياراتهم. وبتاريخ 27 أغسطس 2006 نشرت "الوطن" تحقيقاً صحفياً بعنوان "سياح سعوديون يتعرضون للاعتداء والنهب في سورية خلال إجازة الصيف"، جاء فيه أن عدداً من المواطنين أبدوا استياءهم إزاء التصرفات التي تعرضوا لها خلال إجازة الصيف في سورية إضافة إلى سرقة نقود بعضهم وتهشيم زجاج مركباتهم.