ذكر مسؤولون أوكرانيون، أن صاروخين باليستيين أطلقا على منشأة تدريب عسكرية ومستشفى قريب منها في أوكرانيا، مما أسفر عن مقتل 47 شخصا على الأقل وإصابة أكثر من 200 آخرين، في واحدة من أعنف الضربات الروسية منذ بدء الحرب.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن الضربة ضربت مدينة بولتافا بوسط شرق البلاد، عاصمة المنطقة التي تحمل الاسم نفسه، مما أدى إلى تدمير جزء من مبنى يستخدمه معهد بولتافا العسكري للاتصالات.

زجاج متناثر


بدت آثار الطوب المحطم واضحة داخل البوابات المغلقة للمؤسسة، التي كانت محظورة على وسائل الإعلام، كما أمكن رؤية برك من الدماء خارجها.

وبعد ساعات من إطلاق الصواريخ، انتشرت رائحة الدخان في أنحاء المدينة، وغطت شظايا الزجاج المتناثرة من النوافذ المحطمة الطرقات.

وقالت سيدة أوكرانيا الأولى أولينا زيلينسكا، على قناة إكس، إن الهجوم أسفر عن مقتل 47 شخصًا وإصابة 206 آخرين.

ووقع الهجوم في الوقت الذي تسعى فيه القوات الأوكرانية إلى السيطرة على مناطق سيطرتها في منطقة كورسك الحدودية مع روسيا بعد توغل مفاجئ بدأ في السادس من أغسطس في الوقت الذي يشق فيه الجيش الروسي طريقه إلى عمق شرق أوكرانيا.

وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية، إن الصواريخ سقطت بعد وقت قصير من إطلاق إنذار بشن غارة جوية، عندما كان كثير من الناس في طريقهم إلى ملجأ للقنابل، ووصفت الضربة بأنها «بربرية».

وذكرت وزارة الدفاع في بيان لها، أن طواقم الإنقاذ والمسعفين أنقذوا 25 شخصا، بينهم 11 تم انتشالهم من تحت الأنقاض. وأعلن حاكم مدينة بولتافا فيليب برونين، الحِداد لمدة ثلاثة أيام اعتبارًا من الأربعاء.



المساعدات العسكرية

كرر زيلينسكي مناشدته لشركاء أوكرانيا الغربيين لضمان التسليم السريع للمساعدات العسكرية. وكان قد انتقد في السابق الولايات المتحدة والدول الأوروبية لتباطؤها في الوفاء بتعهداتها بالمساعدة.

كما يريد منهم تخفيف القيود المفروضة على ما يمكن لأوكرانيا استهدافه على الأراضي الروسية بالأسلحة التي يقدمونها. وتخشى بعض الدول أن يؤدي ضرب روسيا إلى تصعيد الحرب.

وكتب باللغة الإنجليزية على تيليجرام: «أوكرانيا تحتاج إلى أنظمة الدفاع الجوي والصواريخ الآن، وليس إلى التخزين».

وقال «إن الضربات بعيدة المدى القادرة على حمايتنا من الإرهاب الروسي ضرورية الآن، وليس في وقت لاحق. وكل يوم تأخير يعني للأسف خسارة المزيد من الأرواح».



استقبال منغوليا

جاءت الضربة في اليوم الذي زار فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتن منغوليا. ولم تكن هناك أي إشارة إلى أن مضيفيه سوف يستجيبون للمطالبات باعتقاله بموجب مذكرة دولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب مزعومة.

وتعد هذه الزيارة هي الأولى التي يقوم بها بوتن إلى دولة عضو في المحكمة الجنائية الدولية منذ إصدار المحكمة مذكرة التوقيف في مارس 2023. وقبل زيارته، حثت أوكرانيا منغوليا على تسليم بوتن إلى المحكمة في لاهاي، وأعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه من أن منغوليا قد لا تنفذ مذكرة التوقيف.

لقد وضعت مذكرة التوقيف الحكومة المنغولية في موقف صعب. فبعد عقود من الحكم الشيوعي وارتباطها الوثيق بالاتحاد السوفييتي، انتقلت إلى الديمقراطية في تسعينيات القرن العشرين وبنت علاقات مع الولايات المتحدة واليابان وشركاء جدد آخرين. لكن الدولة غير الساحلية تظل معتمدة اقتصاديا على جارتيها الأكبر حجما والأكثر قوة، روسيا والصين.

بولتافا:

تقع على بعد حوالي 350 كيلومترًا (200 ميل) جنوب شرق كييف، على الطريق السريع الرئيسي وطريق السكك الحديدية بين كييف وثاني أكبر مدينة في أوكرانيا، خاركيف، القريبة من الحدود الروسية.