«التعود على عدم اليقين» فن يحتاج إلى صبر وإدراك بأن كل يوم يفتح ستارة جديدة في مسرح الحياة. كأنك في اختبار مفتوح، لا تعرف الأسئلة مسبقاً ولا تملك الإجابات النهائية. أحياناً قد تجد نفسك بطل الرواية، وأحياناً أخرى مجرد شخصية ثانوية، لكن الأهم هو أنك جزء من العرض، تؤدي دورك بكل ما تملك من مشاعر وقدرات.

التغيرات والشكوك في الحياة ليست عوائق بل فرص لإعادة كتابة السيناريو. ليس من الضروري أن تكون كل خطوة محسوبة، فالجمال يكمن في التفاعل مع اللحظة، في تقبل السقوط والقيام، في التصفيق الذي تتلقاه حتى وإن لم يكن صادقاً. تعود أن تستمد قوتك ليس فقط من النهايات السعيدة، بل من كل لحظة تقف فيها على خشبة المسرح، تتحدى فيها كل ما هو غير مؤكد وكل ما يخرج عن النص.

الاستعداد للمجهول يعني أن تحمل معك دوماً عدة أقنعة، ليس لخداع الآخرين بل لتتكيف مع تغيرات المشهد. قد يكون القناع في بعض الأحيان ابتسامة زائفة، وفي أحيان أخرى قراراً شجاعاً، المهم أن تظل محافظاً على توازنك بين التغيير والثبات. الحياة تتطلب منا أن نكون مرنين، أن نفهم أن الارتجال ليس فقط جزءاً من الأداء، بل هو جزء من الحياة نفسها.


في النهاية، تذكر أن النجاح لا يقاس فقط بالأداء الممتاز، بل بقدرتك على التكيف مع تقلبات السيناريو، على الانحناء أمام الرياح دون أن تنكسر، وعلى الاستمتاع بلحظات العرض بغض النظر عن طبيعة الجمهور. في مسرح الحياة، الأبطال ليسوا أولئك الذين يحفظون نصوصهم عن ظهر قلب، بل أولئك الذين يرتجلون بكل ثقة.