أوصلت هجمات العدوان الإسرائيلي الوضع الصحي في غزة إلى أدنى المستويات، حيث أصبحت غزة بلا مستشفيات أو رعاية صحية وهددت ملايين من الأطفال بالإصابة بالشلل، وهو ما دق ناقوس الخطر، خاصة بعد اكتشاف أول حالة شلل أطفال في غزة منذ 25 عامًا هذا الشهر. وخلص الأطباء إلى أن طفلًا يبلغ من العمر 10 أشهر أصيب بالشلل الجزئي بسبب سلالة متحولة من الفيروس بعد عدم تطعيمه بسبب القتال.

لذلك بدأت حملة التطعيم التي وافقت عليها إسرائيل ومنظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، ومن المتوقع أن توقف إسرائيل بعض العمليات في غزة للسماح للعاملين في مجال الصحة بتوزيع اللقاحات على نحو 650 ألف طفل فلسطيني. وقال المسؤولون إن التوقف سيستمر تسع ساعات على الأقل ولا علاقة له بمفاوضات وقف إطلاق النار الجارية.

منع الفيروس


وبدأت حملة لتطعيم الأطفال في غزة ضد شلل الأطفال ومنع انتشار الفيروس، حسبما أعلنت وزارة الصحة في غزة، في الوقت الذي يعاني فيه الفلسطينيون في القطاع الذي تحكمه حركة حماس والضفة الغربية المحتلة من الهجمات العسكرية الإسرائيلية المستمرة.

وقالت وزارة الصحة في مؤتمر صحفي، إن الأطفال في غزة بدأوا في تلقي اللقاحات، وذلك قبل يوم واحد من إطلاق حملة واسعة النطاق للقاحات ووقف القتال المخطط له.

وقال الدكتور يوسف أبو الريش وكيل وزارة الصحة وهو يصف مشاهد مياه الصرف الصحي المتدفقة عبر المخيمات المزدحمة في غزة: «يجب أن يكون هناك وقف لإطلاق النار حتى تتمكن الفرق من الوصول إلى كل من تستهدفه هذه الحملة».

وقال الدكتور بسام أبو أحمد منسق عام برامج الصحة العامة في جامعة القدس: «سنقوم بتطعيم الأطفال حتى عمر 10 سنوات وبإذن الله سنكون بخير».



تفاقم الأزمة

وحذر العاملون في مجال الرعاية الصحية في غزة من احتمال تفشي شلل الأطفال منذ شهور. وقد تفاقمت الأزمة الإنسانية خلال الحرب التي اندلعت في السابع من أكتوبر. وأسفر الهجوم الانتقامي الإسرائيلي عن مقتل أكثر من 40 ألف فلسطيني، وفقًا لوزارة الصحة في غزة

وقالت وزارة الصحة إن المستشفيات استقبلت 89 قتيلا، يوم السبت، بما في ذلك 26 لقوا حتفهم في قصف إسرائيلي خلال الليل، و205 جرحى - وهو أحد أعلى المعدلات اليومية منذ أشهر.

وفي الوقت نفسه، ظلت أجزاء من الضفة الغربية في حالة من التوتر مع استمرار الجيش الإسرائيلي في حملته العسكرية واسعة النطاق، والتي تعد الأكثر دموية منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس، كما أسفرت تفجيرات سيارتين مفخختين نفذها مسلحون فلسطينيون بالقرب من مستوطنات إسرائيلية عن إصابة ثلاثة جنود.

استمرار الغارات

في حين واصلت فيه إسرائيل غاراتها واسعة النطاق ـ والتي شملت تدمير البنية الأساسية، وشن الغارات الجوية، وتبادل إطلاق النار ـ على مخيمات اللاجئين في مدينتي جنين وطولكرم، في شمال الضفة الغربية المضطربة. وقد قُتل نحو عشرين فلسطينيًا منذ بدء الغزو الإسرائيلي يوم الثلاثاء، الأمر الذي أثار قلق المجتمع الدولي من احتمال اتساع نطاق الحرب إلى ما هو أبعد من غزة.

ووصفت إسرائيل العملية بأنها إستراتيجية لمنع الهجمات على المدنيين الإسرائيليين، والتي زادت منذ بداية الحرب في الضفة الغربية، بما في ذلك بالقرب من المستوطنات التي يعتبرها المجتمع الدولي غير قانونية إلى حد كبير. وأشارت وزارة الصحة الفلسطينية إلى ارتفاع في عدد القتلى الفلسطينيين على يد القوات الإسرائيلية، حيث قُتل 663 فلسطينيًا في الضفة الغربية في ما يقرب من 11 شهرًا منذ بدء الحرب في غزة.



غارات إسرائيل:

شملت تدمير البنية الأساسية

شن الغارات الجوية

تبادل إطلاق النار ـ على مخيمات اللاجئين

تستهدف بشكل خاص شمال الضفة الغربية المضطربة.