فكان الأولى بهم التطرق للأخطاء الواضحة للعيان، أما ما يدور داخل النادي من إشكاليات فليس من المستحسن إظهاره.
والأدهى من ذلك عندما يقوم هذا الإعلام بتأليب الجماهير ضد أبناء النادي المخلصين من فنيين ولاعبين سابقين، لأن ما يطرحونه يكشف الأسباب الحقيقية لتردي النتائج بغض النظر عن أي أمور أخرى. وهذا ما لا يريدونه، لأنهم يحاولون تضليل الجماهير بأنهم حملة لواء الدفاع عن النادي، وهم في الحقيقة يبحثون عن مصالحهم الشخصية من نيل الحظوة لدى الإدارة، وزيادة عدد المتابعين فقط لا غير، وربما استغل البعض منهم زيادة هذه الأعداد للإعلانات والربح المادي.
ومصيبة المصائب عندما يخرج أحدهم نهاية الموسم ويقول: كنا نرى الأخطاء، ولكن لا نريد أن نؤثر في مسيرة النادي!، فهذا عذر أقبح من فعل.
والغريب إذا تعرض ناديهم للهزيمة من النادي المنافس ومتصدر الدوري بفارق نقطي كبير، أتوا بجميع التهم من الدعم والمؤامرة والتحكيم والمحاباة...الخ.
حسنا أيها الإعلاميون المنصفون: فناديكم تعرض للتعادل والهزيمة من فرق متذيلة للترتيب واستقبلت شباكه منهم 7 أهداف، فهل هذه الأندية محاباة أو مدعومة، ولماذا لا تظهر هذه الاتهامات إلا أمام النادي المنافس، والذي يعتبر فوزه أمرا طبيعيا قياسا بنتائجكم مع الفرق المتذيلة، وأكبر دليل تكرره 4 مرات في موسم واحد، فهل منكم من خرج آنذاك وتحدث عن المنظومة الدفاعية المتهلهلة التي لا تليق بفريق ينافس على الدوري، وهو ينافس الفرق المتذيلة بعدد الأهداف التي ولجت مرماه!.
ففي عرف الرياضيين من أراد بطولة الدوري يجب أن لا يخسر نقاطا من الأندية الأقل مستوى منه، فما بالكم بناد يخسر خمس نقاط من الأندية المتذيلة للترتيب.
وسبحان الله! ما أن تنتهي أي مباراة بالهزيمة من النادي المنافس، إلا وينبريء إعلاميوه عبر الصحف والقنوات ومواقع التواصل بمبرر التحكيم، وكأنهم يأخذون من مصدر واحد، وللأسف الشديد أن هناك كتاب كبار لهم مكانتهم الإعلامية بدأوا في الأونة الأخيرة ينجرفون مع هذا التيار المبرمج، وعما قريب سيفقدون هذه المكانة.
ولدي هنا تساؤل عريض، فما دام أن التحكيم هو المعضلة الكبرى، لماذا لا تضغطوا على مسيري ناديكم بطلب حكام أجانب كما يفعل منافسهم التقليدي!، ثم هل بعد انكشاف زيف هذا التبرير في مباراة نهائي سوبر العام الماضي ستستمرون في العزف عليه، وإن استمر الجمهور في دعمه لهذا المبرر بعد هذا الانكشاف الجلي، فهو أيضا شريك لهم.
ومن غرائب إعلام هذا النادي أنه يتكلم عن النادي المنافس أكثر مما يتحدث عن نادية، ولا يمكن أن يدور نقاش وينتهي دون أن يتعرضوا له، حتى لو لم يكن له في موضوع النقاش لا ناقة ولا جمل.
ومما زاد الأمر سوءا وجود العديد ممن يتصدرون المساحات ويحاولون أن يصوروا للجماهير المغلوبة على أمرها، أن الحصول على لقب هداف الدوري أهم من البطولة نفسها!، وأن وجود الدون في النادي أهم من كل البطولات!.
كلمة أخيرة: ما تطرقت له سابقا هو ما رصدته من أحداث العام الماضي، فإذا أراد الإعلام النصراوي انتشال ناديه من الإخفاقات المتوالية، فليدع تبني المبررات الواهية، وليركز على توضيح مكامن الخلل وطرح الآراء لإصلاحها، وليجعل الحديث عن ناديه هو همه الأول والأخير، ويدع الأندية الأخرى في شأنها.
وإذا أرادت الجماهير عودة ناديها للبطولات، فلتقاطع الإعلام المحابي، وتصطف خلف آراء أبنائه المخلصين وتدعمهم، وهم لا يخفون عليهم.
همسة: الرياضة تجمع ولا تفرق، فلا تسلموا عقولكم للمتعصبين.