تمتاز دول الخليج العربي الست بحيويتها وجاذبيتها، فهي دول رائعة وجميلة بجميع تفاصيلها الداخلية، عرفت بشكل جيد كيف تصنع مستقبلها وأن تبدع في ترسم ملامحه على الواقع، حتى أصبحت مسارات التطور والتنمية في جميع جوانبها من أفضل دول العالم، بفضل رؤى وتوجيهات الملوك القادة حكّام دول الخليج ـ رعاهم الله ـ، فعلى مدار السنوات الفائتة تمكنت دول الخليج من ترسيخ منزلتها على الساحة العالمية، وأن تبرز إمكانياتها وقدراتها التي مكَّنتها من جلب أنظار وإعجاب العالم، فباتت وجهة مفضلة لأصحاب المشاريع والاستثمار والاقتصاد والشباب، الذين رأوا في دولهم أراضٍ خصبة لتحقيق طموحاتهم وأحلامهم.

منجزات دول الخليج السياحية متعددة ومشاريعها تظهر عمق رؤاها وارتفاع سقف طموحاتها وأحلامها، وصواب خططها واستراتيجياتها التي استطاعت أن تمكنها من التحول إلى دول عالمية راقية، تمكنت من استقطاب الزوار والسائحين من جميع أنحاء العالم خلال العام الجاري، ليكشف ذلك عن حجم البنى التحتية المتطورة، وتناغم الجهود والتعاون البناء بين القطاعات الحكومية والخاصة في تلك الدول الخليجية والشركاء المحليين والدوليين، وفي ضوء المشروعات والمبادرات السياحية الرائدة التي تعمل الجهات المختصة فيها على تنفيذها، ما مكَّن الدول الخليجية من تصدّر المشهد السياحي العالمي، وعزَّز منزلتها، وجهة سياحية مفضلة عالمية متميزة وتجربة فريدة.

تَفرُّد نهج الدول الخليجية وسياساتها العملية وتشريعاتها الإدارية ومرونتها وإيجابيتها، جعلتها تكتسب إبهار ولفت العالم، وجعلتها تتصدر العديد من مؤشرات التنافسية العالمية في مجال السياحة، لتؤكد ما قاله صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء: " المملكة تتقدم بخطى ثابتة في برنامج ضخم يهدف إلى التطور والتغيير.. وطموحنا لا حدود له "، ولعل المتابع الجيّد يلاحظ ويدرك اهتمام سموه ـ يحفظه الله ـ، منذ عدة سنوات، وحديثه بما يتعلق بنهضة دول الخليج العربي سوياً، وأن تطور الخليج من تطور المملكة، وبأن دول الخليج العربي ستصبح أوروبا الحديثة، وبأن لديها فرصة للتكتل اقتصادياً لتكوين سادس أقوى اقتصاد في العالم.


ونجاحها في ذلك يتمثل في استطاعتها إحراز التوازن في أركان المعادلة التي تتضمن قيادة نابغة وملهمة، وفريق عمل يمتلك الخبرة المتدفقة والكفاءة العالية والتفاني في العمل، وبيئات سياحية رقمية متطورة، وإمكانيات متاحة. فدول الخليج أيقنت جيداً قيمة الوقت والحياة، وعملت على استثمار جهودها وفريق عملها وكفاءاتها لبناء صورة ذهنية سياحية تسرق ألباب الزوار والسائحين، ما جعلها دول الأحلام التي تتحقق على أرض الواقع، والدول المفضلة لدى الزوار والسائحين من أصقاع المعمورة الذين يتطلعون لأوطانهم أن تقتدي بدول الخليج العربي.

ولعل هذا الشرف والفخر هو الذي ولد لدى رئيس الهيئة العامة للترفيه في المملكة العربية السعودية، المستشار تركي بن عبدالمحسن آل الشيخ حباً متأصلاً لوطنه " السعودية "، وأوطانه " دول الخليج العربي "، لا سيما وأنه قد أوضح ذلك في تغريداته عبر حسابه الشخصي في منصة " إكس " بقوله: " أثناء تواجدي خارج المملكة لأكثر من شهر، لاحظت فروقاً كبيرة في قطاع السياحة والترفيه، مقارنةً بما لدينا في الخليج والمملكة ".

وأضاف تركي آل الشيخ: " لم أجد سينما نظيفة أو مُريحة، وكانت شاشات العرض والأنظمة الصوتية قديمة، مقارنةً بما نتمتع به محلياً، كما أن المطاعم شهدت تدهوراً في الخدمة وعدد العاملين، رغم أن جودة الطعام كانت مماثلة أو أفضل أحياناً في بعض الأماكن لدينا ".

وتابع: " أما بالنسبة للفنادق، فكان معظمها قديمة، والخدمات فيها أقل من المستوى المتوقع. التجربة الترفيهية في الملاهي كانت أيضاً قديمة وغير محدَّثة، مما جعلها أقل جاذبية، مقارنةً بموسم الرياض والمرافق الترفيهية في الخليج ".

وقال: " أنا متفائل بمستقبل السياحة والترفيه في المملكة، وأتوقع أن المشاريع الجديدة والمبادرات الطَّموحة ستجعلنا وجهة عالمية رائدة. إذا اكتملت المشاريع ووسائل النقل والقطارات، وانتهت المطارات، فستكون المملكة هي الوجهة في العالم في السياحة والترفيه... سنكون بعبعاً كبيراً في السياحة والترفيه ".

تغريدات المستشار هي تغريدات صدق وشهادة للتاريخ، تقال في حق السياحة الخليجية بشكل عام والسياحة السعودية بشكل خاص، فهو يستحق أن نذكر إشادته، وأن نبحر في استكشافه، لعمقها وقدرتها الاستشرافية على رؤية قادم الأيام، وتستحق المملكة ودول الخليج أن توقد شموع العزة والفخر والبهجة بما قدمته للبشرية وللحضارة، بما منحته من منظومة صنعت ما يفوق الوصف في انطلاقة سياحية شاملة لا حدّ لها، وفي انتظار القادم.