بهذه الكلمات التي تتنفس عطر البحر وأزقة جدة القديمة، يعبر الأمير خالد الفيصل عن عشقه للمدينة التي ألهمته فنونه وأشعاره.ورغم أن الأمير الشاعر وُلد في الرياض، إلا أن جدة كانت دومًا وجهة حبه ومصدر إلهامه، تلك المدينة التي تبعث في نفسه الحنين وتعكس في أعماله الجمال العريق والأصالة.
في أرجاء جدة القديمة؛ تتعانق الرواشين لتروي حكايات من الزمن الجميل، وتُطل النوافذ على قصص لا تنتهي من الماضي والحاضر، ففي كل زاوية من زوايا المدينة التي ألفتها وتعرفت عليها أكثر من أستاذي سعود التويم هناك بصمة خالدة للأمير خالد الفيصل، الذي لم يكن يومًا مجرد شاعر أو فنان فحسب، بل كان عاشقًا لهذه المدينة العتيقة، يروي حكاياتها بلغته الخاصة وينقل جمالها وأصالتها إلى كل من يقرأ شعره أو يتأمل فنه العظيم.
جدة التي عرفها البحارة والتجار والحالمون ومحررو المجلات وصحفيوها مثلي؛ لم تكن مجرد محطة أو مكان، بل هي نبض في قلب خالد الفيصل، تعلم منها كيف يرسم الحياة بمداد الفن، وكيف يكتب الشعر من نسائم البحر وعبق التاريخ، لذا في كل قصيدة كتبها، كانت جدة حاضرة، تتهادى بين السطور وتنساب بين الكلمات، مدينة تعانق البحر وتغني معه لحنًا لا ينتهي.
وفي كل زاوية من زوايا جدة، نجد بصمة خالد الفيصل، في كل رواشينها التي تروي حكايات الزمن، وفي كل موجة تضرب شواطئها وتغني ألحانها.
إنه خالد الفيصل، الشاعر والفنان والقائد الذي حمل جدة في قلبه، وجعل منها ملهمته ومصدر إبداعه، فبات راوي حكاياتها وحافظ تراثها وصانع مستقبلها، كلما نذكر اسمه الفخيم نذكر تلك المدينة التي سكنت قلبه قبل أن يسكنها، والتي جعل منها لوحةً فنيةً تنبض بالحياة على مدى الزمن.