تحت شعار «توفيق رأسين بالحلال» تحولت مواقع إلكترونية وهمية إلى مصائد لاصطياد الباحثين عن الزواج، وإيقاعهم في براثن القائمين عليها، ومن ثم «حظرهم» وقطع سبل تواصلهم معها بعد الحصول على أموالهم.

وتجذب مواقع الزواج التي تعرض خدماتها مئات الشباب والفتيات الراغبين بالزواج، والذين يحددون متطلباتهم حياله وفق رغباتهم، واللافت أن بعض هذه المواقع تروّج لما يُطلق عليه «خطابات الـVIP» ممن يدعين أنهن يؤمّن رغبات طالبي الزواج بمواصفات خاصة.

ضحية وشراك


يوضح محمد طلال، وهو شاب في الثلاثين من عمره، أنه وقع في شراك النصب والاحتيال من قبل أحد تلك المواقع، وقال «كنت أبحث عن زوجة وفق شروط محددة، وبعد تصفح مواقع الإنترنت وجدت «خطابة» تدعي أنها تسعى لتزويج الفتيات والشباب حسب اشتراط الطرف الراغب، وبعد التواصل معها عن طريق دردشة الشات في الموقع بعدما أصرت على عدم الاتصال، وأنها تستقبل الطلبات فقط عن طريق الواتساب، أكدت لي أن لديها فتيات من عائلات محافظة، وطلبت إرسال مبلغ 1000 ريال عربون وتأكيد على الجدية، على أن يكون الباقي بعد عقد القران وقدره 1500 ريال».

وتابع «طلبت «الخطابة» تحويل المبلغ المقدم عن طريق شركات تحويل الأموال السريعة، واستغربت ألا يكون لديها حساب بنكي، لكنها أصرت على أنها تتعامل بهذه الطريقة مع كل الزبائن، لكن المفاجأة أنها «حظرت» كل وسائل اتصالي بها بعد استلامها المبلغ، وقد تقدمت بشكوى للجهات الأمنية، وتم تسجيل بلاغ وما زالت معاملته قائمة.

من جهتها، أشارت فاطمة شريف إلى أنها تواصلت مع «خطابة» عبر أحد المواقع، وأنها زودتها بطلباتها في زوج المستقبل، وقالت «طلبت مني 800 ريال كمقدم لتبدأ بحثها، على أن أسدد لها الباقي بعد الزواج، كما طلبت تحويل المبلغ عبر شركات تحويل الأموال السريعة، ثم حظرتني لاحقا بعد استلام المبلغ».

تجربة مؤلمة

يروي الشاب شاكر عبدالمجيد أنه وجد موقعا للزواج، ووجد فيه ما يسمى «خطابة VIP» فتواصل معها، وأوضح أن تجاربه السابقة في البحث عن زوجة وفق مواصفاته باءت بالفشل، لذا لجأ للموقع.

وأضاف «أبلغتني الخطابة أن لديها فتاة فيها كل المواصفات التي أريدها، وطلبت 3000 ريال مقابل سعيها، نصفها فورًا، ونصفها بعد عقد القران، وأرسلت لها المطلوب عبر شركة تحول أموال، ليكون مصيري الحظر من الاتصال بها، وقد تعلمت درسا مؤلما هو عدم الوثوق بمثل هذه المواقع».

حظر الاحتيال المالي

أوضح المستشار القانوني محمد فلاح أن النيابة العامة شددت على ‏حظر الاحتيال المالي بجميع صوره وأشكاله، وأوضحت أن نظام مكافحة الاحتيال المالي وخيانة الأمانة قرر عقوبات مشددة حال ارتكاب أي منها.

وأضاف «أكدت النيابة أن كل من استولى على مال للغير دون وجه حق بارتكابه فعلًا أو أكثر ينطوي على استخدام أي من طرق الاحتيال، بما فيها الكذب أو الخداع أو الإيهام؛ يعاقب وفق نظام مكافحة الاحتيال المالي وخيانة الأمانة، بالسجن مدة تصل إلى 7 سنوات، وبغرامة مالية تصل إلى 5 ملايين ريال، أو بإحدى هاتين العقوبتين».

لا وجود للمثالي

يجزم المستشار الأسري خالد صالح أن كثيرًا من الفتيات والشباب ممن يطلبون مواصفات محددة ومعينة في شريك العمر المقبل يغفلون عن أنه ليس هناك زوج أو زوجة يطلق عليهم لقب «مثالي» فلكل إنسان مثالبه ومزاياه، وكثير من تلك المثالب لا تظهر إلا بعد الزواج.

وقال «حين يلجأ أحد الطرفين إلى الزواج عن طريق الخاطبات فإنه كثيرًا ما يفاجئ بعد عقد القران بأنه ارتبط بشخص مختلف عما كان يحلم به، وما قيل له عنه».

وتابع «يستغل المحتالون والنصابون مثل هذه المواقع التي لا ضامن فيها ويعملون فيها تحت مسميات «خاطبات» وهي في الغالب مواقع وهمية ويوقعون الناس في شراكهم ويحتالون لأخذ أموالهم».