في ظل العلاقات القوية والمتميزة بين الهند ودول الخليج، يأتي الفيلم الهندي "حياة الماعز" ليشوههذه الصورة من خلال تصويره لوقائع مشوهة ومبالغ في أحداثها حول حادثة فردية تعود لأكثر من ثلاثينعامًا. ما يثير الاستغراب هو الإصرار على إبراز قضية قديمة بشكل يتنافى مع الواقع الحالي، حيث تعيش الجالية الهندية في السعودية والخليج في أمن وازدهار، مستفيدة من فرص العمل والتنمية في بيئةتحتضن الجميع.

يحاول الفيلم تصوير دول الخليج وكأنها بيئة معادية للأجانب، مركّزًا على حادثة فردية تعرض لها وافدهندي قبل ثلاثة عقود من الزمن.

من المؤسف أن يتم استخدام هذه الحادثة كأداة لتشويه صورةالمملكة العربية السعودية ودول الخليج، متجاهلًا التغيرات الكبيرة التي حدثت بعد تلك الفترة وما تبعهامن تطورات إيجابية في معاملة الوافدين، حيث قامت السعودية بخطوات ملموسة لتحسين أوضاع الوافدين ونظام الكفيل، وشهد نظام العمل إصلاحات جوهرية تعزز من حقوق الوافدين وتوفر لهم مزيدًامن الحريات والصلاحيات. كما أُنشئت محاكم عمالية لضمان حقوق العمال، مما أتاح للوافدين فرصةلمحاسبة أصحاب العمل ومقاضاتهم في حالة حدوث أي تجاوزات.


لا شك أن السفارة الهندية لديها دور محوري في توضيح الحقائق ونقل الصورة الصحيحة لما تعيشه الجالية الهندية من استقرار ورفاهية في المملكة. ومعروف أن الهنود في السعودية يساهمون بشكل كبيرفي الاقتصاد الوطني، وتحويلاتهم المالية الشهرية بالمليارات تشهد على نجاحهم واستفادتهم من الفرص المتاحة لهم.

رابطات الجالية الهندية في المدن السعودية تتحمل أيضًا مسؤولية كبيرة في هذا الجانب.

يجب أن تكون صوتا للجالية الهندية في السعودية، ومن الواجب أن تساهم في الدفاع عن البلد الذي يستضيفهم ويوفر لهم فرص العمل والحياة الكريمة.

أيضا وعلى المنوال نفسه، فإن القنوات والوسائل الإعلامية الهندية مطالبة بنقل آراء الجالية الهندية وتقديم صورة واضحة تعكس واقع حياتهم اليومية. يجب أن تكون هذه القنوات الإعلامية منابر للحقيقة، تنقل واقع العلاقة الودية بين الهنود والسعوديين، وتساهم في نفي الأكاذيب التي تم ترويجها من قبل منتجي هذا الفيلم .

مثل هذه الحملات المغرضة ضد السعودية ودول الخليج لا يمكن أن تمر مرور الكرام،بل يجب مواجهتها بحزم من قبل الأطراف المعنية كافة. فالصمت أمام هذه الافتراءات يمكن أن يكون له تأثير في كل هندي يعيش في السعودية بسبب السكوت على الباطل وعدم التحرك للدفاع عن الحقيقة.

لذا علينا أن نكون أكثر حزمًا ووعيًا في مواجهة مثل هذه الحملات الإعلامية المغرضة، وأن نطالب الجميع - من السفارة الهندية إلى الجالية والقنوات الإعلامية - بالتصدي لهذه الأكاذيب وإظهار الحقيقة للعالم. العلاقات بين الهند ودول الخليج لا يمكن أن تتأثر بفيلم مغرض، ولكن على الجميع أن يتحمل مسؤوليته في الدفاع عن الحق والحقيقة.