في أرضٍ كانت تغفو تحت ظلال النخيل، بتاريخها العريق، وأصالتها الممتدة، وُلد شابٌ حلم أن يغير مسار الزمن، أن يعيد رسم خريطة بلاده بألوان المستقبل. كانت عيون الناس تتطلع إلى الأفق بحذر، فقد اعتادوا أن يسيروا على خطى الأجداد، متمسكين بعاداتهم وتقاليدهم، لكن هذا الشاب كان يحمل في قلبه رؤية تنبض بالطموح، تتحدى كل ما كان يُعتبر مستحيلاً.

كبر الشاب بين قصورٍ من الرمال، حيث الماضي يمتزج بالحاضر في كل زاوية. كان يسمع قصصًا عن أمجادٍ قديمة وعن أزمنةٍ كانت فيها بلاده ملتقى العالم، لكنه كان يرى في عينيه مشهدًا مختلفًا، مشهدًا يزخر بالبنايات الشاهقة، والمدن الذكية، والتكنولوجيا التي تُحدث ثورة في كل شيء، من أصغر حجر في الأرض إلى أعلى برج في السماء.

بدأت خطاه تُسمع في المجالس، وصوته يعلو بين الجدران القديمة. لم يكن يخشى التغيير، بل كان يدرك أن التغيير هو مفتاح البقاء، وأن بلاده تستحق أن تتصدر مشهد العالم من جديد. بدأ يُحدث الناس عن المدن التي ستنبثق من رمال الصحراء، عن اقتصادٍ يُغيّر المعادلات، عن ثقافةٍ تتجدد دون أن تفقد هويتها. لم يكن يخاطب فقط العقول، بل القلوب أيضًا، يلمس شيئًا عميقًا في داخلهم، شيئًا لطالما أرادوا الإيمان به.


واجه الشاب تحديات كثيرة، من العقول التي تمسكت بالقديم، ومن النفوس التي خشيت المجهول. لكن في كل مرة كان يواجه تلك التحديات بحكمة، يعرف كيف يوازن بين ما كان وما سيكون. يدرك أن الطريق طويل، وأن البناء يحتاج إلى صبر، وإلى رؤية لا تتزعزع أمام العواصف.

بدأت مدن جديدة تنبثق من قلب الصحراء، شوارعها تعج بالحياة، وأسواقها تمتلئ بأصوات العالم. التكنولوجيا كانت تتسلل إلى كل ركن، تجعل الحياة أسهل، وتجعل الحلم أقرب. الناس يرون بأعينهم ما كان الشاب يتحدث عنه منذ سنوات. كان التغيير يحدث أمامهم، لكن الأهم من ذلك، أن الأمل يعود إلى قلوبهم، ذلك الذي طالما انتظروا قدومه.

في كل زاوية، كل مشروعٍ يُدشن، كانت بصمة الشاب واضحة. لم يكن فقط قائدًا، بل مصدر إلهام، يقود بلاده نحو مستقبلٍ لم يكن أحد يتخيله من قبل. ومع مرور السنوات، بدأت البلاد تستعيد مكانتها في العالم، في الريادة، ليس فقط كأرضٍ غنيةٍ بالموارد، بل كمنارةٍ للفكر، للتقدم، وللإبداع.

وفي يومٍ ما، حينما كانت الشمس تغرب خلف الأفق، عُقدت جلسة نقاشٍ في أحد المجالس الكبرى، كان الجميع يتحدث عن الإنجازات، عن التغيير، وعن الشاب الذي قاد هذه الرحلة.

الناس يعرفون من هو، يعرفون أن محمد بن سلمان لم يكن فقط قائدًا لبلاده، بل كان صانعًا للتاريخ.

لكن في تلك اللحظة، لم تكن الأسماء هي ما يهم. الأهم هو ما تحقق، ما زُرع في الأرض وما سينمو في الأجيال القادمة. تلك الرؤية التي بدأت بحلمٍ في قلب شاب، أصبحت اليوم حقيقةً يراها الجميع، تُضيء الطريق لمستقبلٍ مشرق.