"إن الأشياء التي تجذب انتباهنا هي التي تشكل حياتنا".

هذا الاقتباس رمى حجرا في بحيرة فاهتزت المياه الساكنة وشكلت دوائر تتوسع ببطء.

وفي هذا العالم الذي يغمره الضجيج والتشتت، يصبح الإنسان أسيرًا، تتقاذفه موجات متلاحقة من الملهيات والمهام والمسؤوليات المتعددة. دائرة تأثير تلك الأشياء في حياتنا تتسع بشكل متزايد، ما يجعل من الصعوبة بمكان التمييز بين ما هو ضروري وما هو غير ذلك.


هنا يكمن خطر التشتت في قدرته على تجريد الإنسان من زمنه الثمين، وإضاعة الساعات في التفاصيل التافهة. التشتت هو ما يجعل الإنسان يلهث وراء رغبات متناقضة، تستهلك طاقته وتفقده الانتباه؛ فيمضي عمره باحثًا عن غاياته في متاهات دون أن يصل.

في ظل التشتت، الحياة تبدو كسلسلة من المشاهد والصور المبعثرة، وتصبح الأحلام سرابا يخبو ويلمع ،وتتحول الأهداف إلى نقاط على خريطة لم تُرسم بعد.

التشتت هو سقوط في الهاوية ، أما التركيز فهو السلم الذي يرتقي بك إلى قمم النجاح والإنجاز.

للخلاص، على الإنسان أن يخوض معركة انتباه ضد التشتت، أن يمسك بزمام ذهنه، ويقود أفكاره بحكمة وروية. عليه أن يدرب عقله على التركيز بالألغاز أو القراءة العميقة الواعية أو ممارسة أنشطة رياضية أو التأمل. لا بد من التغلب على ضجيج العالم ، والإنصات لصوت الذات .

لحظات الصفاء التي نجلس فيها مع أنفسنا، نراجع الأهداف ونخطط للخطوات القادمة بعناية، هي المفتاح لبوابة التركيز والإبداع. تلك اللحظات وحدها هي من يكشف لنا أبعاد جديدة من القوة والإمكانات غير المحدودة.