تقدير الجهود والإمكانات لرأس المال البشري الذي يدفع بعجلة التنمية للقطاعات الحيوية والأعمال، هو تتويج لتلك المساعي التي بلورت الإنتاجية ورفعت المكتسبات. فالاحتفاء بتلك المقدرات يعزز أواصر العطاء للموظفين ويثمن جهودهم.

سوف تجد العديد من مظاهر الاحتفالات لتكريم الموظفين بطرق إبداعية تواكب التطورات التي نعيشها ،يتخللها العديد من النشاطات كالمسابقات وجلسات التصوير المخصصة، والعروض المسرحية والمسابقات والفقرات الترفيهية المتنوعة.

بحسب الوقت والمكان وطبيعة نشاط المؤسسة يترتب على ذلك اختيار الفعاليات. إن الاهتمام الملاحظ من كافة القطاعات للاحتفال السنوي لتكريم الموظفين يعكس مدى الاهتمام بالكوادر البشرية، وإعطاء الموظف الحفاوة والتقدير الذي يليق بمجهوداته.


التكريم هو حصاد سنوات من العمل وليس رهنا للحظة. وعليه فإن مظاهر الاحتفالات التي نشهدها تثبت لنا مفهوم (الجزاء من جنس العمل). مكافأة الموظفين وتكريمهم يبرز القادة الناجحين الذين يستثمرون المقدرات التي يمتلكونها ويعرفون كيف يخرجون أفضل ما في موظفيهم ليخصبوا الثمار حتى يحين حصادها.

الجدير بالذكر أن إدارة الاتصال المؤسسي تقوم بهذا الدور الفعال وهو الإشراف على الشركة المنظمة لفعالية الحفل السنوي، وإدارة المشروع، وبالتالي ضمان مخرجاته والحرص على إنشاء هوية لفظية لهذه المناسبة وهو الإسم العام للحفل، والذي يعكس الطابع الخاص للمناسبة. كما أنه يفضل أن يكون مستوحى من المرحلة التي تمر بها المؤسسة، وأن يكون رنانا وبسيطة وسهل التذكر، بالإضافة إلى الهوية البصرية والتي تتكون من الرموز والرسوم والألوان المميزة الخاصة بالثيم السنوي للحفل، ويفضل أن يشتق من الألوان الثانوية لهوية المنشأة.

وبالنسبة لدعوات الحفل إما أن تكون تقليدية كتلك الدعوات الرسمية بعد توجيه الترحيب، واسم راعي الحفل، وتوضيح الهدف العام للسنة مع كتابة برنامج وأجندة الحفل، وتضمين ( كيو اركود) يوضح موقع الحفل ورقم تواصل موظف للمساعدة، وتختم بالتنبيهات والملاحظات مثل (الحفل خاص بالموظفين يمنع اصطحاب أي أحد خارج المنشأة).

وإما الدعوة الإبداعية فهي الدعوة التي تتطلب اتخاذ إجراء Call 2 Action وهي أشهر الدعوات الإبداعية وهي عبارة عن قطع فنية مثل عبوة بها قطع من العود، أو صندوق به مجسم لشعار المنشأة مع إضافة قطع تذكارات بسيطة تعبر عن المناسبة، ووضع أجندة الاجتماع وتفاصيل الحفل والموقع عن طريق باركود مخصص.

إن خلق بيئة إيجابية للموظفين وتمكينهم هو ما يعزز الممارسات المهنية التي تعتمد على استثمار نقاط القوة للموظفين، وهو ما يحتاجه الموظف ليطلق عنان إبداعه، ويضفي لمساته، عن طريق تحميل تلك المساحة الإبداعية الممنوحة له وهنا يقول وارن بنيس في هذا الصدد (القيادة هي القدرة على ترجمة الرؤية إلى واقع).

الحفل السنوي للموظفين يجعلنا على أهبة الاستعداد للاستثمار في الموظف، وإبراز دوره الفعال في المنظمة وأن لكل موظف قيمة يقدمها من خلال عمله الذي يقتطع ثلث يومه، فلكل موظف قصته، وحياته الخاصة، وظروفه التي يمر بها كحال أي إنسان يغترف تقلبات الحياة ليخصب زمام الوجهة المنشودة.

وهنا اختم بهذا الاقتباس الذي يحث على المثابرة مهما كانت العوائق والتحديات (لا يمكنني أن تغيير اتجاه الريح، لكن يمكنني ضبط أشرعتي للوصول إلى وجهتي) جيمي دين.