يرى ترمب أن الخطر الأكبر على العالم ليس بحدوث احتباس حراري، وإنما بنشوب صراع نووي، فقد قلل ترمب من شأن الاحتباس الحراري مقابل ما يواجهه العالم من احترار «نووي»، وقد استخدم مصطلح الاحترار النووي (Nuclear Warming)، ويبدو أنه يقصد بهذا المصطلح «المبتكر» تزايد أعداد الدول الحاصلة على أسلحة نووية، والساعية إليها، لأنه ذكر بعدها أن هناك خمس دول لديها الآن ترسانات نووية كبيرة. وذلك سيفضي إلى زيادة التهديدات النووية. البعض قال إن ترمب يشير بذلك المصطلح إلى الحرب النووية، والبعض الآخر يرى أنه يشير إلى فكرته السابقة باستخدام الأسلحة النووية لمواجهة الاحتباس الحراري العالمي والتخفيف من آثاره، وهو ما يراه الخبراء ليس بحل سليم علميًا وغير قابل للتطبيق عمليًا.
تناول المتحاوران موضوع الطاقة النووية، يؤمن ترمب بفعاليتها وتأثيرها عسكريًا ومدنيًا، ووصفها بالقوة العظيمة جدًا، وبها يمكن منع قيام حرب عالمية ثالثة، ليرد إيلون ماسك بأن الحرب النووية هي الجانب السيئ للطاقة النووية، أما توليد الكهرباء فهو جانبها المشرق، ويعتقد ماسك أن هذه الطاقة لا تحظى بالتقدير الكافي، ويعتريها سوء فهم كبير، ولو قورن معدل الإصابات والوفيات الناتجة عن الطاقة النووية، بمصادر الطاقة الأخرى من فحم وخلافه، لرجحت كفة الطاقة النووية. وقد وافقه ترمب في ذلك.
كلمة (نووي)، في ظن ترمب، كانت ولا تزال لها دور سلبي في استغلال الطاقة النووية، ويقترح إعادة النظر في ذلك، وضرب مثالا على ذلك ما يحصل في العلامات التجارية من تغيير مسمياتها، وقد أصاب في ذلك من حيث إن اسم (نووي) ألقى بظلاله على القطاع ككل. وقد حُذفت كلمة (نووي) من الرنين المغناطيسي لذات الأسباب، فهي بالأصل (الرنين النووي المغناطيسي)، وللتغلب على تخوف المرضى وعزوفهم عن إجرائها، حُذفت الكلمة. وهذه الخطوة ساعدت في انتشار تلك التقنية المهمة في التشخيص الطبي على نطاق واسع.
قد يكون أكثر ما سبب جدلًا وردود أفعال بالنسبة للمواضيع النووية المطروقة في المقابلة، هو نظرة إيلون ماسك للقصف النووي لهيروشيما وناجازاكي، والتقليل مما وقع فيهما، حيث قال: «إنهما الآن مدينتان عامرتان مرة أخرى. بعد أن تعرضتا للضرب بالأسلحة النووية، لذا، فالأمر ليس مخيفًا كما يعتقد الناس». لقد اختزل الملياردير ماسك ما حصل في تلك المدينتين بالخسائر المادية، وتناسى الجانب الإنساني من وفيات وأمراض وتشريد، فضلًا عن الجانب النفسي للناجين من القصف وذويهم، حتى أن هؤلاء الناجين أُطلق عليهم شعب «الهيباكوشا» وكأنه وصمة عار لمن نجا من القنبلة، بالمناسبة لم تمض سوى أيام معدودة من الاحتفال بالذكرى السنوية للتفجيرات النووية في هيروشيما وناجازاكي.
قد يكون هذا أبرز ما جاء في المقابلة نوويًا، ويبدو أن الرجلين متفقان على أهمية الطاقة النووية الآن ومستقبلًا، فترمب عينه على مكاسبها العسكرية، وماسك يدفع نحو استخدامها على نطاق أوسع مدنيًا.