الزواج شراكة ، لباس ، وسكن ، ولكلٍّ من الزوجين حقه المحفوظ في مؤسسة الزواج في حدود الاتفاق والاحترام . حِمْلُ الميزان غالباً ما يتكئ على الزوج ؛ لأنَّ هناك جبلاً متراكماً من العادات والتقاليد أثقلت ميزانه ، أخَلَّتْ بتوازنه ، وأعطبت حياته ، هذا ما جعل شباب اليوم يعزفون عن الزواج ويختارون العزوبية . كيف يتحمَّل هذا المسكين لوحدهِ تكاليف كُل شيء ؟! ألسنا بهذا الحِمْل قد أرهقنا ظهر الزوج بما لا تتحملهُ الجبال ؟! لماذا لا تُشارك الأنثى الذَّكر في بعض المسؤوليات قبل الزواج ؟! أسئلة تفتح أمامنا الكثير من الأفكار ، قال تعالى :( هُنَّ لباس لكم ، وأنتم لباس لهُنَّ) وقال بعض العرب :( هُنَّ فِراش لكم ، وأنتم لِحاف لهُنَّ). في موضوع الارتباط والشراكة ؛ هناك فكرة " اليد الخفيَّة " طرحها الملقَّب بأبي الاقتصاد " آدم سميث" تقول الفكرة أنَّ : ( الإنسان لا يستطيع تأمين كُل اِحتياجاتهِ المُتعدِّدَة بِنَفْسِهِ ، لكنَّهُ يستطيع ذلك عبر الشراكة). تحضرُ الحقيقة في أنَّ الشراكة بين الزوجين تتيح لكل شريك القيام بمسؤولياته تجاه الآخر ، وعند تعثُّر أحدهما لا يُمكن لهذه الشراكة أنْ تنجح ، فهي كالقارب يجدفُ بمجدافين ، حتَّى لو كان أحدهُما أقوى ، ومن الطبيعي أنَّ ميزان القوَّة غالباً ما يميل لصالح الرَّجُل ، فالرَّجُل بقوَّة عضلاته يتسلَّق جبل المشاق الحياتيَّة ، واِمرأتهُ معه تُثبِّتْ قدمها على صخرة الزوجيَّة .

عوداً على بدء ، هذا العزوف له أسبابه ، وعلينا أنْ نطرح المشكلة بكل شفافيَّة ، ونضع الحلول المناسبة لعقد الشراكة بين الشريكين بشيءٍ من الإنصاف والوسطية ، وبُعْداً عن التقاليد والعادات التي لا تتناسب ومجتمعنا اليوم ، فالجميل أنْ يُؤثِّر كل منهما في الآخر إيجاباً ، وإليكم بعضاً من هذه الحلول : - ضرورة مُشاركة الزوجة قبل الزواج في شِراء ملابسها ومصاغها وحليتها ، وغُرفة نومها ومواعين مطبخها ، وكُل ما تحتاجه من سقط المتاع . - يكفي الزوج تأثيث منزله ودفع إيجاره ، والقيام بتحمُّل مصاريف الحياة الزوجية من مأكل ومشرب وعلاج . - نأخذ من العُرف "الحقوق والواجبات ": خدمة الزوجة لزوجها في تهيئة الطعام ونظافة المنزل ، وخدمة الزوج لزوجته في تأمين كل متطلباتها الشرعية . - الشراكة في تربية الأولاد ومعالجة الصعاب وتعزيز الوئام . - المهر للزوجة البِكْر ( 50.000) وللثيِّب أو الأرملة ( 30.000). - الخطوبة كبُرت أو صغُرت على العروسة . - حفل الزواج كبُر أو صغُر على العريس . - السَّفر بعد الزواج لقضاء شهر العسل بحسب إمكانات الزوج ، أمَّا السفريات اللاحقة فهي مُناصفة بينهُما ، ووجبات الطعام في المطاعم مُشاركة بين الزوجين ، حتَّى لا نترك عُذراً للزوجة بتسفيرها أو الأكل خارج بيت الزوجية ، وإرهاق الزوج بتكاليف ما أنزل الله بها من سلطان .. فقط لمجرَّد التقليد الأعمى. هنا نحتاج إلى ميثاق يُسمَّى ب ـ "ميثاق الزوجية " وبقرار رسمي من هيئة مجتمعية-ويا حبَّذا في إنشاء هيئة مجتمعية لمثل هذا وغيره- وهو الشيء الطبيعي والمنصف لكلا الشريكين . واللهُ من وراء القصد .