ذكر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن توغل الجيش الأوكراني في منطقة كورسك الذي تسبب في فرار أكثر من 100 ألف مدني وأحرج الكرملين، هو محاولة من كييف لوقف هجوم موسكو في منطقة دونباس بشرق أوكرانيا والحصول على نفوذ في محادثات السلام المستقبلية المحتملة. ولا تزال القوات الروسية تحاول جاهدة الرد على الهجوم الأوكراني المفاجئ بعد أسبوع تقريبا من القتال العنيف، لكن بوتين أصر على أن جيش موسكو سوف ينتصر. وقال في اجتماع مع كبار مسؤولي الأمن والدفاع، إن الهجوم الذي بدأ في السادس من أغسطس يبدو أنه يعكس محاولة كييف الحصول على موقف تفاوضي أفضل في محادثات مستقبلية محتملة لإنهاء الحرب. وزعم أن أوكرانيا ربما كانت تأمل في إثارة الاضطرابات العامة في روسيا من خلال الهجوم، مضيفًا أنها فشلت في تحقيق هذا الهدف، وزعم أن عدد المتطوعين للانضمام إلى الجيش الروسي قد زاد بسبب الهجوم. وقال إن الجيش الروسي يواصل هجومه في شرق أوكرانيا على الرغم من ذلك.

زعزعة الاستقرار

وقال بوتين، «من الواضح أن العدو سيواصل محاولاته لزعزعة استقرار الوضع في المنطقة الحدودية لمحاولة زعزعة استقرار الوضع السياسي الداخلي في بلادنا». وأبلغ القائم بأعمال محافظ كورسك أليكسي سميرنوف الرئيس بوتين أن القوات الأوكرانية توغلت 12 كيلومترًا (7.5 أميال) في منطقة كورسك عبر جبهة طولها 40 كيلومترًا (25 ميلًا) وتسيطر حاليًا على 28 مستوطنة روسية. وقال، إن 12 مدنيًا قتلوا وأصيب 121 آخرون، بينهم 10 أطفال، في العملية. وأضاف أن نحو 121 ألف شخص تم إجلاؤهم أو غادروا المناطق المتضررة بالقتال بمفردهم. وأضاف أن تعقب جميع وحدات التحويل الأوكرانية التي تتجول في المنطقة أمر صعب، مشيرًا إلى أن بعضها يستخدم هويات روسية مزورة. وأعلن حاكم منطقة بيلغورود المجاورة لكورسك أيضًا إجلاء الأشخاص من منطقة قريبة من الحدود الأوكرانية.


الجزء الغربي

وسارعت القوات الأوكرانية إلى دخول بلدة سودزا على بعد نحو عشرة كيلومترات (ستة أميال) من الحدود بعد شن الهجوم. ويقال إنها لا تزال تسيطر على الجزء الغربي من البلدة، الذي يضم محطة مهمة لنقل الغاز الطبيعي. وتجري العملية الأوكرانية في ظل سرية تامة، ولا تزال أهدافها ــ وخصوصاً ما إذا كانت قوات كييف تهدف إلى الاحتفاظ بالأراضي أو شن غارات خاطفة غير واضحة. والواقع أن المناورة المذهلة التي فاجأت قوات الكرملين على حين غرة تعمل على مواجهة الجهود الروسية المتواصلة في الأشهر الأخيرة لاختراق الدفاعات الأوكرانية عند نقاط مختارة على طول خط المواجهة في شرق أوكرانيا. لقد وجه هذا التقدم ضربة قوية لجهود بوتين الرامية إلى التظاهر بأن الحياة في روسيا ظلت إلى حد كبير بمنأى عن الحرب. وقد حاولت الدعاية الحكومية التقليل من أهمية الهجوم، مؤكدة جهود السلطات لمساعدة سكان المنطقة، وسعت إلى صرف الانتباه عن فشل الجيش في الاستعداد للهجوم وصده بسرعة.



هدف التوغل الأوكراني من وجهة نظر بوتين:

يعكس محاولة كييف الحصول على موقف تفاوضي أفضل في محادثات مستقبلية محتملة لإنهاء الحرب.

تأمل أوكرانيا في إثارة الاضطرابات العامة في روسيا من خلال الهجوم

محاوله لزعزعة استقرار الوضع في المنطقة الحدودية لمحاولة زعزعة استقرار الوضع السياسي الداخلي في بلادنا