لا يخلو بيت في ينبع البحر او ينبع النخل سواء من كبار السن او الشباب الا وتجد لديهم شاعر او مهتم بشعر الكسرة ، وتشتهر الكسرة في ينبع وضواحيها وتنسب لهم و تنتشر في باقي محافظات المنطقة الغربية وبعض المناطق في بلادنا مع اختلاف التسمية ،

والكسرة في تعريفها العام : هي مُثنَيات غزليه تتكون من بيتين من الشعر لها قافيتين متشابهتين .

و الكسرة من وجهة نظر الكاتب الأديب عبد الرحيم بن مطلق الأحمدي يلخصها بأن المقصود منها كسرها او تكسيرها أي تفسيرها بينما الدكتور عبدالله المعيقل له رأي آخر اذا يقول : تشير الكسرة إلى انكسار الصوت كما يطلق "واسم الكسرة " اي مأخوذ من طريقة تنغيم الصوت ، أو انكسار الصوت الذي تتغنى به الكسرة في الحان الرديح.


وعرفت الكسرة أكثر في لون الرديح اذا يتقابل صفان من الشعراء وتبدأ المحاورة بينهما، وتبدأ الكسرة في اغلب الاحيان من شاعر بأبيات يرسلها لشاعر آخر، ويختلف موضوعها من شكوى إلى عتاب أو مشكلة معينة أو احاسيس أو شجن، ويرد الشاعر المقابل. وهكذا لتستمر حتى يُكتفى بالرد . وأحياناً تكون هناك منافسة شريفة بين الشعراء تنتهى بالمحبة والاحترام لكل طرف أمام الآخر.

وفي ليلة رديح قديم كانت المنافسة شديدة المراس حيث تقابل الشاعر احمد عبد الرزاق الكرنب - رحمه الله - ويعتبر من قمم شعراء الكسره في ينبع ، أمام الشاعر أحمد عطاء وهو من كبار شعرائها اليوم وله كتاب بعنوان "كسرات الينبعين ".

والبداية من الشاعر الكرنب قال :

جهزت لك والعلم مرفوع

لمقابل الجيش واكفاحه

وما دمت للمعركة مدفوع

لمصادم القيل ورماحه

فيما رد الشاعر أحمد عطاء قائلاً :

فالمبتدأ قولكم مسموع

مفهوم للناس منضوحه

محدا عن المعركة ممنوع

ويدافع الكل بسلاحه

الكرنب:

نبغى من غروبها لطلوع

والقيل مكيف قداحه

ونشوف مين يكسب المنفوع

وتقرر الناس بنجاحه

رد / احمد عطاء:

خذ لك بدال النهار اسبوع

هذا منى القلب وافراحه

هات المثل وابدأ المشروع

مدام فن الصفا باحه

ويقول الشاعر طارق القاضي من الشعراء الشباب وقد وجه كسرته إلى استاذه الشاعر ذيبان الفايدي - رحمه الله -:

لجلي اعدك من الرواد

وفي القيل معدود ومخضرم

سلام في أول الانشاء

وابغى اكسب القيل واتعلم.

الرد الشاعر ذيبان الفايدي:

فهمت ماقاله القصاد

حرفاً على حرف ومترجم

حباً هلا قرر الميعاد

واطلب من العلم ما تعلم.

ومن الكسرات المواكبة لجيل اليوم ومع التقنية الحديثة يقول الشاعر عبدالجليل زارع :

مجبر على التقنية فأوقات

‏أجاري الوقت من مابي

‏أنشر على الفيس يوميات

‏واللي في قلبي على سنابي.

وللحديث بقية.