قد تطلق شائعة، وتنشرها في مواقع التواصل وفي ثوان معدودة ستنتشر وتبلغ الآفاق، أو قد تتصنع إيجابيات ليست فيك، فالتصنع يزيد المشاهدين، وقد ينسون المحتوى ليتم التركيز على التصنع الذي تظهره، ولا بأس من التهجم على الآخرين أو السخرية منهم أو التطاول على شخصيات من المجتمع لكسب المزيد من المتابعين، أو قد تكون شخصية تحاول جاهدة بأن تكون طريفة بشكل هزلي مبالغ فيه وتحول أن تصنع محتوى مخل من بطولتك أو بطولات الآخرين، من أجل المزيد من المتابعين.
تأكد أن زوار مواقع التواصل الاجتماعي يبحثون عن ذلك المشهور الذي يثير الجدل، ويثير الخصومات، ويهاجم الأشخاص، ولا يؤمن بالمبادئ ولا يحرص على القيم. إذا كنت تريد زيادة نسبة المشاهدة والمتابعين، لا تبقى على موقف واحد، فكلما تغيرت إلى مواقف جديدة ومغايرة ستكسب متابعين جدد، في الغرب سارع المجتمع المدني إلى دعوة الناس للتوقف عن جعل الناس التافهين مشهورين، وطالبوا بعودة المثقفين والأدباء إلى المشهد المجتمعي.
طورت تكنولوجيا الاتصال والإعلام أدواتها وأساليبها لتجعل من عموم الناس شركاء في إنتاج المحتوى العام. فاليوم من يريد أن يصبح مشهوراً وسخيفاً، الأمر في غاية السهولة والبساطة، ولا يتطلب إلا شيئاً من البلادة والبلاهة والتفاهة، وهناك من سيتكفل بباقي الأمور، المؤثر الحقيقي يحترم جمهوره وإذا احترمه قدّم له محتوى يدهشه في كل مرة. وفي النهاية، لا بد من أن نعلم أن حلم الشهرة والتأثير ليسا لهما طريق سوى الدأب، وبذل الجهد، والصبر، والتخطيط الجيد، فالنجاح لا يأتي بالسخافة.