حدد عدد من وزراء ومسؤولي دول العالم الإسلامي والأوقاف المشاركين في المؤتمر التاسع لوزراء الشؤون الإسلامية والأوقاف بالعالم الإسلامي والذي أقيم في مكة المكرمة برعاية خادم الحرمين الشريفين نوعية التحديات التي تواجه كل دولة لوحدها، والتحديات التي تواجه كافة أقطار الأمة الإسلامية مشتركة، وأكدوا على الحلول التي ينبغي العمل بها لمواجهة هذه التحديات ومعالجتها، وضرورة توحيد الجهود والتكاتف ونبذ الغلو والتطرف لتسود المحبة والتآخي والوسطية والاعتدال بين الشعوب الإسلامية.

وشدد هؤلاء الوزراء والمسلمون على أهمية الدور الذي تلعبه المملكة في الاهتمام بالإسلام والمسلمين ودورها القيادي في العالمين العربي والإسلامي وثقلها النوعي عالميًا، وأثنوا على التوصيات التي خرج بها المؤتمر والتي تمثلت بـ8 توصيات أعلنت في بيانه الختامي.

الوحدة الإسلامية


أوضح عضو الوفد الصومالي المشارك بالمؤتمر حسن محمد قرني أن الأمة الإسلامية تمر بتحديات صعبة يمكن تجاوزها بالتضامن والوحدة وتوحيد الرؤى، مشيرًا إلى أن المؤتمر سيسهم في تجاوز هذه التحديات، خاصة أن المملكة العربية السعودية لها ثقلها السياسي ووزنها الكبير في الأوساط العربية والإسلامية والعالمية، وموضحًا أن معالجة تلك التحديات تتم بعدة آليات منها السياسية والاقتصادية.

وبين أن أبرز التحديات تتمثل في التغيرات الإقليمية والدولية حولنا وما يعيثه التطرف والإرهاب، وضرورة تجفيف منابعهما.

صعوبات في سيراليون

من جانبه، كشف الأمين العام للمجلس الإسلامي في سيراليون الشيخ إبراهيم باري عن التحديات التي يواجهها المسلمون في سيراليون والذين يشكلون 75% من السكان، وحددها في قلة المدارس والأئمة والدعاة، وبين أن المسلمين هناك يواجهون مشاكل في التعليم والدعوة.

وبين أن من التحديات التي يواججها المسلمون عمومًا ظاهرة العنف والكراهية ضد الإسلام وأن هذا يتطلب عملًا إسلاميًا جادًا للتعامل معه.

تثمين الدور

ثمّن وزير العمل في جمهورية أفريقيا الوسطى جرار دو البنقا دور المملكة في تنظيم مثل هذه المناسبات، وطالب باستمرارها لحل الإشكالات التي تعيق الوحدة الإسلامية، موضحًا أن المسلم في أفريقيا يجد معاناة لا يمكن إنكارها، كما رأى أن العالم ينظر بريبة إلى المسلمين، وأن هناك فئة قليلة تشوه الإسلام بأعمالها المسيئة.

ورأى أن الاهتمام بالتعليم، والتعريف بالإسلام بصورته الحقيقية، وتعميم هذه الصورة النبيلة لسماحته ومقاصده، ونبذ العنف والتطرف، هي الحلول التي ستساعد على إظهار الإسلام بصورته الحقة.

الوسطية والاعتدال

أشاد النائب الأول لسماحة مفتي جمهورية روسيا الاتحادية أمير محيي الدين أشاد بالتطور الكبير الذي تشهده المملكة على الأصعدة كافة، وأثنى على تشديدها على الخطاب الديني للتسهيل على الأمة الإسلامية، مشيرًا إلى أن المسلمين في روسيا يشكلون نحو 20% من المواطنين.

وبين أن أبرز التحديات التي تواجه الإسلام هي مشكلة التطرف، مطالبًا الخطباء بالتركيز على إيضاح وإبراز صورة الإسلام، والاهتمام بالمدارس الإسلامية وبالناشئة لتعليمهم مفاهيم الدين الإسلامي الحنيف.

توحيد الخطاب الديني

رأى وكيل وزارة الأوقاف الإسلامية في الكويت الدكتور بدر المطيري أن معالجة التحديات التي تواجهها الأمة الإسلامية تتم بإتباع مصادر الشريعة الإسلامية، وتوحيد الخطاب الديني، وبالكلمة الطيبة، ونبذ التعصب والجاهلية، والتركيز على المؤسسات الدينية الرسمية للإفتاء.

أما بالنسبة للتحديات في العالم الإسلامي فرآها في ضرورة التحول الرقمي، واستغلال الذكاء الاصطناع، ورأى أن كل التحديات يمكن تجاوزها بتكاتف الجميع وبمثل هذه المؤتمرات وباتفاق الجميع.

تظافر الجهود

حدد وزير الشؤون الدينية والأوقاف في السودان الدكتور أسامة حسن محمد التحديات التي تواجه الإسلام في السودان وذلك منذ اندلاع الحرب الحالية بحالة عدم الاستقرار المالي والسياسي والاقتصادي والاجتماعي.

وأوضح أن الحرب خلّفت حالة من الانهيار للبنية الأساسية للدولة ومرافقها، مبينًا أن الإرهاب والحرب والتطرف لها أكبر الأثر في الوضع السوداني الحالي، وقال «تحتاج معالجة التحديات إلى تظافر الجهود وتضامن الدول الإسلامية مجتمعة، ومثل هذه المؤتمرات التي تعقد وتقرر كثيرًا من التوصيات والأوراق العلمية المقدمة لمواجهة الإرهاب وحالات عدم الاستقرار».

وأشار إلى أن تعاون الدول الإسلامية هو العلاج والبلسم الشافي للتحديات التي تواجهها، مبينًا أن التطرف والإرهاب المبنيين على أسس فكرية هما أخطر التحديات التي تواجهها هذه الدول، وهذا يتطلب منها الاجتماع على أصول وثوابت لمواجهة هذا المخاطر.

معالجة التحديات

قال مستشار وزير الداخلية في ساحل العاج بناتي إبراهيم إن معالجة التحديات تأتي بتعاون الأمة الإسلامية وتقليل آثار المخالفات المذهبية التي تضعف الأمة الإسلامية التي يجدر أن تكون قوية بدينها وعددها.

توصيات المؤتمر



تعزيز الدعوة إلى منهج الوسطية والاعتدال وتصحيح فهم الخطاب الديني ومحاربة الغلو والتطرف والانحلال وموجات الإلحاد والتأكيد على مسؤولية وزارات الأوقاف والشؤون الإسلامية والإدارات الدينية والإفتاء والمشيخات في ترسيخ هذا المنهج من خلال تأهيل وتدريب الائمة والخطباء والدعاة وتكثيف البرامج في ذلك.



التوكيد على ضبط الفتوى وفق النصوص الشرعية بما يحقق المصالح ويدرأ المفاسد ويواكب مستجدات العصر ونوازله ويراعي حاجة المجتمعات مع الحذر من الفتاوى الشاذة والفتاوى في قضايا الأمة من غير الجهات الرسمية والمجامع العلمية المعتمدة.



زيادة التنسيق والتعاون وتبادل الزيارات والخبرات والتجارب بين الدول الأعضاء في المؤتمر في مجال الشأن الإسلامي وتعزيز العلاقات مع الهيئات والمؤسسات والمراكز الإسلامية.



وضع برامج نوعية لتعزيز قيم التسامح والتعايش تستهدف الوقاية والمعالجة لحماية المجتمعات من آفات الطائفية والعنف المبني على أساس الدين أو العرق.



تعزيز المواطنة ووحدة الصف واجتماع الكلمة ونبذ التفرق والاختلاف لتحقيق الاستقرار في المجتمعات الإسلامية.



استمرار العمل على تبادل التجارب والخبرات بين الدول الأعضاء في عمارة المساجد وصيانتها وتعزيز كفاءة منسوبيها وتوظيف كافة الإمكانات والتقنيات الحديثة بما يحقق تعظيم رسالة المسجد السامية حسيًا ومعنويًا.



العمل على توظيف الإعلام ووسائل التواصل في خدمة ونشر رسالة الإسلام السمحة وقيمه الحضارية.



التعاون بين الدول الأعضاء وتبادل الخبرات في مجال الأوقاف وتفعيل دورها في تحقيق التنمية المستدامة وتوعية أفراد المجتمع ومؤسساته بأهميتها وأثرها الإيجابي على الفرد والمجتمع.