و لكن كيف يكون لهذا التطوع اثر ايجابي لروح الفرد واحتساب الثواب والاجر من الله عزوجل؟
العمل التطوعي يعكس إرادة الفرد للمساهمة في تحسين الظروف المحيطة به ومساعدة الآخرين بلا مقابل ،ويكون تأثيره أوسع وأطول أمدًا حيث يسهم في تحقيق تغييرات مجتمعية وتنموية على نطاق أوسع
، فمن خلال ممارسة العمل التطوعي يمكن للأفراد تعزيز مهاراتهم، وبناء شبكات علاقات اجتماعية وخلق تأثير إيجابي في المجتمع.
بينما يعبر الإحسان عن العطاء والمعاملة بلطف مع الآخرين، وغالبًا ما يكون تأثيره مباشرًا وفوريا حيث قال تعالى كتابه الكريم : {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} [ فصلت: 34]
ومن خلال الإحسان يمكن للناس تعزيز روح المحبة والتسامح وتقوية الروابط الإنسانية.
كما ان العمل التطوعي والإحسان يتشابهان في توجيه الخير والعطاء نحو الآخرين.
فعندما يمارس الفرد العمل التطوعي يقدم وقته وجهده دون مقابل لمساعدة الآخرين، وهذا يعكس روح الإحسان والعطاء. بالتالي يمكن اعتبار العمل التطوعي نوعًا من أشكال الإحسان حيث يكون الهدف النهائي هو مساعدة الآخرين وخدمة المجتمع بروح العطاء واللطف، وعندما يكون الشخص لطيفًا ومتعاطفًا مع الأفراد الذين يساعدهم أو يخدمهم بشكل غير مادي، يمكن أن يزيد من قيمة التجربة التطوعية ويجعلها ذات تأثير إيجابي على الجميع.
قال الله تعالى: {وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ}[ القصص: 77] فالإحسان وعمل الخير هما من أسمى القيم التي يحبها الله ويثني عليها، ومن أفضل الأعمال التي يمكن أن يقوم بها الإنسان في سبيل الله ولخدمة المجتمع.
فلنسع دائمًا لفعل الخير والإحسان في حياتنا.
قال عزوجل :{وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [ البقرة: 195]
ولإنه جل علآه يحب المحسنين لنجعل شعارنا ( تطوع بإحسان).