هكذا أكملت السعودية معالم خطتها تجاه كأس العالم عام 2034، وذلك عبر خطوة جديدة في مسارها الرامي لاستضافة هذه المناسبة الرياضية الكبرى.

الخطوة تمثلت في توجه وفد السعودية الرسمي إلى باريس، وتسليم ملف الترشّح لاستضافة البطولة للعام 2034 خلال حفل نظمه الاتحاد الدولي لكرة القدم.

ما يميز السعودية، ويقوي موقفها وترشحها لاستضافة هذه المناسبة الكبرى، هو تنظيمها الكثير من البطولات والمناسبات الرياضية، حيث عرف العالم مدى ما تتمتع به من بنى تحتية رياضية وغير رياضية متقدمة، وقدرات تنظيمية كبيرة، مثلما عرف الخطوات السعودية المتسارعة في التطور الرياضي، بإنجازات كبيرة على كل المستويات المحلية والآسيوية، والوصول إلى المنافسات النهائية في كأس العالم لكرة القدم.


في المقابل تعرف السعودية حدود الأشياء دون خلط للأوراق، فالرياضة ليست معارك وتطاحنًا لمحو الآخر، ولا محلاً للأجندة التي تسعى لاختراق أي محفل لتحقيق مكاسب سياسية.

لقد رأينا للأسف الكثير من المنافسات الرياضية وهي تأخذ منحى بعيدًا عن المرامي المنشودة من الرياضة، وتنوعت الأساليب في هذا الجانب بالعديد من الأقنعة والوجوه، والأعجب من ذلك أننا ظللنا نتابع بعض أبواق الغرب التي تتشكك في قدرة دول الشرق الأوسط على استضافة مثل هذه المناسبات الرياضية الكبرى، على اعتبار أن توظيفها سياسيًا سيكون محل اعتبار لدى تلك الدول.

مثل هذه الأبواق كانت دومًا تمارس الهروب إلى الأمام، فهي تعلم أن العالم الغربي شهد الكثير مما تحاول أن ترمي به منطقة الشرق الأوسط، وما زلنا نرى اليوم في أولمبياد باريس ملامح للتجاذبات التي لا تفتر من تمرير الأجندة، وتوظيف للحدث الرياضي في غير محله.

إن الرياضة هي إحدى الوسائل الفاعلة والقوية في عالم اليوم، المترفعة عن دهاليز السياسة، والمحتفية بالإنسان على مختلف مواقعه الجغرافية، فتجمعه بلغة العشق المشتركة للرياضة ومنافساتها وجمالياتها، بعيدًا عن كل الشوائب التي قد تعكر صفو العالم.

إن المملكة العربية السعودية، وهي تخطو بثقة نحو تنظيم كأس العالم 2034، تنطلق من قوة حقيقية تمتلكها، في تجاربها الناجحة، وفي فهمها العميق لطبيعة التنافس الرياضي، وفي بناها التحتية، وفي خطواتها الراسخة في كل المجالات.

خطوة مستحقة، وإنجازات مرئية، وابتعاد عن الأجندة السياسية، جعلت المملكة جديرة بتلك الاستضافة، وبغيرها في كل الفعاليات الرياضية على كل المستويات.

الرياضة إحدى الوسائل الفاعلة والقوية اليوم، المترفعة عن دهاليز السياسة، والمحتفية بالإنسان على مختلف مواقعه الجغرافية، فتجمعه بلغة العشق المشتركة.