ويعتقد كثير ممن يكتسبون الوزن أن زيادة وزنهم أمر محبب، لكنه يبقى اعتقادًا خاطئًا حسب المهتمين والباحثين في الدراسات النفسية والاختصاصيين الذين حاولوا بيان الطرق المناسبة للمساعدة في الحد من زيادة الوزن التي تتأتى من التأثيرات الجانبية للأدوية النفسية مع ضمان صحة نفسية أفضل لأولئك المصابين.
الاستجابة تختلف
بحسب الاختصاصيين فإن استجابة المصاب باضطرابات نفسية لزيادة الوزن نتيجة استخدام مضادات الاكتئاب تختلف من شخص إلى آخر، حيث يكتسب بعض الأفراد الوزن عند تناول مضاد اكتئاب معين، وبعضهم لا يتعرض إلى تلك الزيادة.
كما يمكن أن تسهم عوامل أخرى في اكتساب الوزن دون أن يكون مضاد الاكتئاب أو العلاج الدوائي للاضطراب النفسي مهما كان نوعه هو السبب المباشر لذلك. وإن بقي عاملًا مساعدًا بالإضافة إلى عوامل مؤثرة أخرى قد تصيب المريض.
شكليات غير مؤثرة
يقول الاختصاصي محمد سليس «علينا أن ننظر بداية بعين المريض أو المصاب بالاضطرابات النفسية، لا بعين المراقب للحالة، وسنجد حينئذ أن الشخص الذي يتناول أدوية مضادة للاكتئاب أو للقلق أو الهلوسة وكذلك للذهان، لا تؤثر فيه فكرة زيادة الوزن أو نقصانه، فهو لا يهمه هذا الأمر ولا يشغل باله، وذلك لأن الأدوية النفسية تؤثر إيجابًا ومفعولها يركز على تثبيط الأفكار السلبية».
وأوضح «في الحالات الطبيعية، تكون زيادة الوزن والسمنة والتغيير في الشكل الظاهري من المؤثرات في نفس الإنسان، ومن الممكن أن تؤثر على الإنسان خارج إطار الدواء، أما من يخضع للعلاج وتحت تأثير الأدوية النفسية فهذه الأمور الشكلية لا تشغل باله، ولا تؤثر عليه».
التأثير العلاجي
يشير سليس إلى أن «هناك تأثيرًا للأدوية والعقاقير المساعدة على السيطرة على اضطرابات النفس، موضحًا أن ثمة صراع بين الطب النفسي والعلاج النفسي، فالطب يعتمد على الأدوية بشكل كبير جدًا مع إضافة العلاج السلوكي للتخلص من الاضطرابات النفسية، بينما المعالج النفسي لا يجد أن تدخل الأدوية مهم جدًا في العلاج، فهو يرى أنه ليس من الأولويات ما لم تكن الحالة تستدعي التدخل الدوائي، وتشير كثير من الأبحاث إلى أن الاعتماد الكلي على الأدوية فقط دون العلاج السلوكي يسبب انتكاسة الحالة في كثير من الأحيان».
انتكاسة أم معالجة
استدرك سليس «أي إنسان يعاني من مرض نفسي ويستخدم العلاج فقط تكون الانتكاسة عنده بشكل أسرع حين يمر بمرحلة الانقطاع عنه، بينما إضافة الأدوية مع العلاج السلوكي تسرّع من عمليه المعالجة مع استمرارية التوجيه السلوكي والمتابعة للوصول إلى الشفاء، بينما لو اعتمد على الأدوية فقط وانقطع عن العلاج السلوكي عادت الانتكاسة أسرع».
وأوضح «يمكن علاج المصاب بالاضطرابات والاكتئاب أو القلق بالعلاج السلوكي فقط، وقد تكون هناك حالات متطورة وصعب التعامل معها، لذلك يكون الابتداء هو للعلاج الدوائي، وهو فقط أمر مساعد بإمكان الإنسان التخلص منه».
آثار جانبية
حول زيادة الوزن التي تصاحب تعاطي بعض الأدوية المستخدمة لعلاج الاضطرابات النفسية قال سليس «كون الإنسان يزداد وزنًا فهذا يعني أنه تحت تأثير عرض من الأعراض الجانبية لتعاطي الأدوية النفسية التي من المحتمل أن تسبب في زيادة الوزن، وتسبب احتباس الماء، وزيادة الشهية، وكثرة النوم، وانقطاع الشهوة الجنسية. ولهذا السبب لا بد من العلاج السلوكي المتوافق مع العلاج الدوائي، ومع تحسن الحالة تدريجيًا سيجد نفسه لا يحتاج للدوائي».
ونوه إلى أنه «حتى ممارسة الرياضة قد لا تكون خيارًا متاحًا للمريض فقد يكون عامل الخمول مسيطرًا عليه بشكل كبير، وذلك بسبب تأثير الأدوية التي قد تعمل على تثبيط الحركة، خصوصًا أدوية الاكتئاب، كونها تعمل على تثبيط هرمون السيروتونين وهو هرمون الدافعية والعمل، وبالتالي تصل بالمريض إلى زيادة الوزن علمًا بأنه يمكن التخلص من هذه الأدوية، فهي أدوية مؤثرة في فترة مؤقتة ( فترة العلاج)».
استبدال العلاج
بدوره، نفى الدكتور فارس الألمعي أن تكون جميع الأدوية النفسية مسببة لزيادة الوزن، وبيّن «لا تسبب كل الأدوية زيادة في الوزن، وفي حال وجد المريض أنه يواجه زيادة ملحوظة في الوزن فيمكنه التواصل مع الطبيب المعالج، والسؤال عن إمكانية تغيير أو استبدال الدواء بآخر».
ولفت إلى أن تغيير الدواء يخضع لتوصية الطبيب الذي يوجه للأفضل منه بالنسبة للمريض.
سلوكيات صحية
أشار الألمعي إلى أنه «في حال لم تكن هناك أي إمكانية لاستبدال أو تغيير الدواء المعالج للاكتئاب، فإنه على المريض أن يستمر في العلاج، ويدخل التغيرات في سلوكيات حياته حتى تكون أكثر صحة، مثل الاهتمام بنوعية الأكل الذي يتناوله، مع الابتعاد عن السكريات، والمواظبة على ممارسة الرياضة بما لا يقل عن ٤ إلى ٥ مرات في الأسبوع».
وعلق «إذا لم تجدي هذه الحلول نفعًا يمكن حينئذ إضافه الأدوية التي تساعد على إنقاص الوزن».
توصيات للمرضى الذين يتعاطون أدوية نفسية
* التقليل من تناول الحلويات والسكريات
* الإكثار من تناول الأطعمة منخفضة السعرات الحرارية مثل الخضروات والفواكه
* طلب الاستشارة من اختصاصي التغذية.
* ممارسة الرياضة بانتظام.
* إبلاغ الطبيب بالتأثيرات وبحث إمكانية تبديل الأدوية.