الشفاعة وسيلة مشروطة بالضوابط الشرعية التي تبيحها وتجيز استخدامها النصوص الثابته في الكتاب والسنة وما أجمع عليه العلماء، قال تعالى الآية 85 سورة النساء(من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفلٌ منها). وفي ذلك تنبيه ونذير على أن الشفاعة في أمر الخير من التعاون على البروالتقوى، ولصاحبها ثوابها . والشفاعة في أمر من أمور الشر فذاك من التعاون على الإثم والعدوان وصاحبها عليه إثمها وعقابها. فالكيّس الفطن من إتقى ونأى ونجى بنفسه بعيداً عن ذلك الوزر الثقيل والسلوك المقيت ومايلحقه من عواقب وخيمة بفاعله، ومن أضرار على الفرد والمجتمع. وماأجمل الشفاعة في قضاء حوائج الأخرين بنقاء واحتساب، وماأقبح شفاعة هضمت جهود مجتهد، وصادرت حق مستحق من صاحبه. يبقى الرادع من اساءة استخدام هذه الوسيلة الفضفاضة، هو الوازع الديني والأخلاقي والإنساني، بالإضافة الى أهمية الإجراء القانوني الصارم .