وألحق موسم الأمطار الذي بدأ في وقت سابق من هذا الشهر الضرر بالملاجئ وجعل الطرق غير صالحة للاستعمال، كما سيعرض الملايين لخطر الإصابة بأمراض تنقلها المياه الراكدة في مناطق واسعة من البلاد.
ويأتي ذلك وسط استمرار تزايد عدد النازحين داخل السودان، الذي يتجاوز حالياً عشرة ملايين.
أسوأ هطول
وقالت النازحة ندى عمر، «حتى الآن لم نجد مكانا نستقر به.. الشمس فوق رؤوسنا.. رضينا بالشمس لكن عندما يأتي المطر لا نستحمل.. ندخل إلى هنا، فيخرجوننا.. صاحب هذا المطعم يسمح لنا بالدخول، لكنه يخرجنا مع آذان الفجر».
ويقيم نحو 765 ألف نازح في ولاية القضارف، وأكثر من 255 ألفا آخرين في ولاية كسلا التي قالت الأمم المتحدة إنها تعرضت لأسوأ هطول للأمطار مطلع هذا الأسبوع.
وفي الموجة الأحدث من النزوح فر 165 ألف شخص من ولاية سنار، إذ فر كثيرون منهم سيراً على الأقدام وسط الأمطار في الأسابيع القليلة الماضية. ووصل أكثر من عشرة آلاف شخص إلى مدينة كسلا ليتكدسوا في عدد قليل من المباني كان به أماكن بما في ذلك فناء مدرسة ومستودع فارغ، ولكن هذه الأماكن سرعان ما غمرتها المياه.
وينتظر النازحون الآن تحت مظلات المتاجر أو يستظلون بأقمشة من المشمع في الشارع، مع توقعات باستمرار هطول أمطار غزيرة أكثر من المعتاد حتى سبتمبر.
وقال مسؤول حكومي وعمال إغاثة إن بعض النازحين رفضوا خطة لنقلهم خارج المدينة، حيث لن تكون هناك سوى فرص قليلة للدخل.
أكثر جفافا
وقالت الأمم المتحدة، إن تقارير رصدت مقتل خمسة أشخاص على الأقل بسبب الأمطار.
والذين جاؤوا في وقت سابق من الخرطوم أو ولاية الجزيرة أو من ولاية القضارف الأكثر جفافاً قليلاً، ليسوا أفضل حالاً بكثير، فهم ينامون على الأرض في المدارس التي لا تتوفر فيها إلا خدمات قليلة ومراحيض مؤقتة غمرتها المياه أيضاً.
وقال محمد قزلباش من منظمة «بلان إنترناشيونال» إنه لم يجر الاستعداد لمثل هذا الوضع إلا قليلاً. وقال لإحدى الوكالات «وصلنا إلى نحو 500 يوم من الحرب والجميع منهكون.. إنها مأساة تلو الأخرى».
وتستعد الحكومة وعمال الإغاثة للارتفاع المتوقع في الأمراض المنقولة بالمياه، بما في ذلك الكوليرا والملاريا وحمى الضنك، مع قلة العقاقير لعلاجها. وقال الدكتور علي آدم، مدير إدارة الصحة بالولاية: «نحن نتقاسم ما لدينا.. لكن الوضع فوق طاقتنا».