تقدم رئيس الحكومة المصرية عصام شرف باستقالة حكومته مساء أمس بعد اجتماع لجنة إدارة الأزمات التي تضم 11 وزيرا وبعد لقاء مع المجلس العسكري، الذي يسعى للتوافق على رئيس جديد دون البت في الاستقالة.

وقال المتحدث باسم مجلس الوزراء السفير محمد حجازي إنه "تقديرا للظروف الصعبة التي تجتازها البلاد فى الوقت الراهن فإن الحكومة مستمرة فى أداء مهامها كاملة. وأضاف أن "الحكومة تناشد المواطنين ضبط النفس والالتزام بالهدوء لاستعادة استقرار الأمور في البلاد تمهيدا لإجراء أولى مراحل الديمقراطية بإتمام الانتخابات البرلمانية في مصر".

وارتفع ضحايا الأحداث الدامية التي تشهدها مصر هذه الأيام إلى 35 قتيلاً، حيث أكدت مصادر طبية أن مشرحة زينهم الرئيسية في القاهرة تحتفظ بهذا الرقم من القتلى الذين راحوا ضحايا لاشتباكات بين المحتجين وقوات الأمن. وكانت وزارة الصحة أعلنت في وقت سابق أن شخصين قتلا يوم السبت الماضي، فيما قتل العدد المتبقي في الاشتباكات التي تدور منذ أول من أمس.

وكان المجلس العسكري الانتقالي قد عقد مؤتمراً صحفياً أمس، وأكد مساعد قائد المنطقة المركزية اللواء سعيد عباس أن عناصر القوات المسلحة نزلت إلى ميدان التحرير بناءً على طلب وزير الداخلية وتصديق القائد العام للقوات المسلحة للمساعدة في تأمين وزارة الداخلية وليس لتفريق المعتصمين. وأوضح عباس التزام الجيش بخريطة الطريق لتسليم السلطة، ومنوهاً إلى أنهم يوفرون الحماية للمظاهرات التي لا تضر الصالح العام أو الخاص، مبيناً أن ميدان التحرير منطقة حيوية لشركات كثيرة وإغلاقه يسبب لها ضرراً مادياً كبيراً، مستشهداً بالخسارة التي شهدتها البورصة أمس والتي بلغت 7 مليارات جنيه، داعياً الجميع إلى الحفاظ على هذا البلد والوصول به إلى بر الأمان. وشدَّد عباس على أن قوات الجيش الموجودة في الميدان مكلَّفة فقط بتأمين مقر وزارة الداخلية، وأن الاشتباكات تحدث عندما يحاول المحتجون الاقتراب منها.

وأدانت جامعة الدول العربية الأحداث الأخيرة، ودعت إلى تهدئة الوضع، وعبَّر أمينها العام نبيل العربي "عن بالغ القلق إزاء الأحداث التي تشهدها مصر"، وحث جميع الأطراف السياسية على استكمال عملية التحول الديمقراطي في البلاد، داعياً إلى "ضرورة التحلي بأعلى درجات المسؤولية وضبط النفس"، مؤكداً في ذات الوقت على "حق التعبير عن الرأي والتظاهر السلمي، مع الحرص على حماية المنشآت والمصالح الحيوية للدولة".

من جهة أخرى لقي ضابط بقوات الأمن المركزي مصرعه وأصيب عقيد بطلقات نارية من مسجلين خطرين كانت قوة أمنية قد توجهت للقبض عليهما. وقالت وزارة الداخلية في بيان أصدرته أمس إن الأجهزة الأمنية بشمال سيناء تم إبلاغها باختباء اثنين من الضالعين في تفجير خط الغاز بالعريش والهجوم على قسم الشرطة.