في خطوة غير مسبوقة، عرض أحد المواطنين في منطقة القصيم عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع عن قيامه بإنشاء مشروع تربية الجراد في مكان بدائي، متجاهلًا الجهود الحكومية الكبيرة في مكافحة هذه الآفة الخطيرة التي تشكل تهديدًا جديًا للزراعة والأمن الغذائي. وعلى الرغم من المخاطر البالغة التي قد تنتج عن تسرب هذه الحشرات من مزرعته إلى المناطق الزراعية المجاورة، يبدو أن المواطن لم يعي النتائج الوخيمة المحتملة من وراء تصرفه.

إن تربية الجراد تعتبر تهديدًا مباشرًا ليس فقط للمزارع المحلية بل للاقتصاد الوطني بأكمله. فتسرب كميات من هذه الحشرات قد يؤدي إلى تكاثرها بشكل غير متحكم فيه، ما قد يتسبب في أضرار جسيمة للمحاصيل الزراعية وبالتالي يضر بمصادر الدخل والغذاء للمزارعين والمواطنين على حد سواء.

والسؤال المطروح من يتحمل المسؤولية في حال تسرب كميات من هذه الحشرات ووقوع كارثة زراعية بسبب تصرفات فردية غير مسؤولة؟


لذا يجب على الجهات المعنية، ومنها وزارة البيئة والمياه والزراعة، والجهات ذات العلاقة، أن تتدخل بشكل عاجل لضبط مثل هذه المخالفات. إن الوضع الحالي يستدعي إعادة النظر في القوانين والتشريعات التي تنظم مثل هذه الأنشطة التجارية غير التقليدية والتي قد تتعارض مع مصالح الوطن واستراتيجياته في مكافحة الآفات الزراعية والحفاظ على الأمن الغذائي.

وتتطلب مثل هذه الحالات الحاجة الماسة إلى تقوية الرقابة وتطبيق عقوبات رادعة على كل من يسعى إلى ممارسة أنشطة تجارية قد تضر بالاقتصاد الوطني أو بالصحة العامة. فالأمن الغذائي هو ركيزة أساسية لاستقرار المجتمع، وأي تهديد لهذا الأمن يجب التعامل معه بحزم وجدية.

كذلك لابد من دراسات شاملة لتقييم الجدوى الاقتصادية من أي نشاط تجاري مماثل قبل الموافقة عليه والسماح له، مع الأخذ في الاعتبار المخاطر البيئية والزراعية التي قد تترتب عليه.

إن تصرفات مثل هذه تسلط الضوء على ضرورة تحديث الأنظمة وتعزيز الوعي العام بمخاطر تربية الحشرات والآفات.

الحفاظ على الأمن الغذائي وحماية الموارد الزراعية هما مسؤولية جماعية، ومن الضروري أن تكون هناك إجراءات واضحة وقوية، و تطبيق القوانين بصرامة لمنع تكرار مثل هذه الحالات في المستقبل. لضمان الأمن الغذائي.