قرأت قبل يومين خبراً في إحدى الصحف العالمية يتحدت عن تجربة الشاب الإماراتي علي المعيني في الإدارة الرياضية، ويعد مثالا واضحا على استفادة الدول من مواهبنا الوطنية ونحن الأحق بهم وبعطائهم ( ماحك جلدك مثل ظفرك )، حيث تلقى المعيني عروضاً خارجية بارزة في مجال الإدارة الرياضية، تلك العروض تؤكد قدرة المواهب الوطنية على المنافسة على المستوى العالمي، وتبرز أهمية منح الفرص الكافية لهؤلاء الكفاءات لكي يظلوا عناصر رئيسة في التطور الرياضي والإداري العالمي في الوقت نفسه، كونهم اكتسبوا المهارات الكافية لقيادة بعض هذه المجالات لاسيما إذا كان لهم عمل سابق وتجارب في أنديتنا الوطنية امثال المعيني الذي كان لاعبا وفنيا في نادي الشارقة الإماراتي ، فبلده أولى بجهوده وفكره وتميزه ولكن يحتاج إلى الثقة الكاملة، وذلك ينعكس إيجاباً على جميع الاندية الخليجية، فأبن البلد له الأحقية (ولا يعمر الأوطان إلا رجالها).

المواهب الوطنية تلعب دورا هاما في دفع عجلة التنمية والتطوير في المجال الرياضي ومن الضروري بقاء الحاجة إلى تحفيز تلك القدرات ومنح الفرص للمواهب الشابة في مجالات عدة منها الإدارة الرياضية - لإدارت الفعاليات الرياضية - والتسويق - والإدارة بشكل عام ،والتدريب، والتغذية الرياضية والطب الرياضي وعلم الحركة وعلم النفس الرياضي ، هذه التخصصات تعد واحدة من أهم أصول أي منظومة رياضية تسعى إلى التقدم والازدهار في المجالات الرياضية لأي بلد في العالم، خصوصا مع تطور الرياضة وكرة القدم على وجه الخصوص بعد أن انتقلت من الهواية إلى الاحتراف، ومن الاجتهاد إلى علوم وفنون مستقلة.

المواهب الوطنية واستثمار إمكانياتها يعد أمراً بالغ الأهمية لتحقيق التطور المستدام في هذا القطاع الحيوي، إذا تم منح الفرص الكافية للكوادر الوطنية المؤهلة، فإنها ستشارك بشكل كبير وقوي في التنمية المستدامة للرياضة في البلدان العربية والخليجية، حيث يمكن للمدربين والمدربات الموهوبين منح دروسهم وخبراتهم للأجيال الجديدة، مما يؤدي إلى نمو وازدهار الرياضيين والرياضيات الشباب، ويمكن على ضوئه صنع الالهام والقدرة لدى الشباب، مما يخلق بيئة تنافسية على تحقيق أحلامهم في مجالات الرياضة عندما يرى الشباب الوطني أن هناك فرصًا حقيقية للنجاح والتقدم ويصبح لديهم دافع أكبر لبذل الجهد والتفاني.


من المقطوع به يقينا بأن استثمار المواهب المحلية في الاقتصاد الوطني الرياضي يعتبر عامل جذب للاستثمارات الخارجية، كونه بأيدي محلية تستشعر المسؤولية وتسعى للأفضل بالعمل الدوؤب الناجح الذي يدفعه حب الوطن واظهاره بأجمل حلة ليكون محط أنظار العالم .

ويمكن القول أن تعزيز الإدارة الرياضية والتدريب بالكوادر الوطنية عامل اساسي يسهم في تطوير بنية تحتية قوية تدعم الرياضة وتزيد من فرص استضافة الفعاليات الرياضية الدولية، كونها قادرة على ايجاد مساحات ابداعية بسواعد محلية قادرة على صنع الفوارق، بمعالجة الاحتياج للنمو الرياضي بمنظور صادق وحس وطني عالي الجودة ،يثمر بالابداع وكما يقال في المثل الشعبي ( لايعرف رطني إلا ولد بطني )،

لذا، يجب على الإدارات الرياضية في دول الخليج أن تعمل على تطوير ودعم المواهب الوطنية في مجالات الرياضة كافة، من خلال تقديم الدعم اللازم والفرص المناسبة.

إن استثمار القدرات المحلية يساهم بمشئة الله في بناء مستقبل قوي ومستدام للرياضة، ويعزز دورنا على الساحة الدولية كمحور رئيسي للابتكار والتطوير في هذا المجال الكبير الزاخر بالعقول النيرة.