تاريخ الأصالة
لشجرة البمبرة تاريخها المتأصل لدى الأهالي، فبالكاد تجد قرية من قرى القطيف تخلو من هذه الشجرة المعمرة التي تتجاوز الـ50 عامًا، بينما يصل طولها إلى 12 مترًا، وتمثل لوحة جمالية رائعة في كل بيت فأوراقها عريضة، وأغصانها طويلة، ولأوراقها رائحة عطرة طيبة، ثمارها حلوة ولا تحتاج إلى عناية شديدة أثناء زراعتها، وكانت بمثابة شجرة البركة في غالبية البيوت القطيفية التي اهتمت بزراعتها حول المنازل إن لم يكن بداخلها.
للكبار الأفضلية
بدأت أشجار البمبرة تشهد انخفاضًا في أعدادها مع مرور الزمن، كما قلّ عدد زارعيها، ومن ثم انخفض معدل إنتاجها، وبعد أن كانت الأسواق في مثل هذا الشهر من كل عام تشهد وفرة في العرض والطلب عليها، بات الطلب عليها قليلًا والعرض يعتمد على إقبال كبار السن، فيما لم يرث الشباب والجيل الحالي من أهله حب هذه الفاكهة، ولعل السبب في ذلك يرجع إلى كونها ثمرة كروية صفراء اللون، تحتوي على مادة صمغية شفافة لزجة أشبه بالغراء.
أما من ناحية السعر، فإن الكرتونة الصغيرة الواحدة منها لا يتجاوز ثمنها الـ15 ريالا، ويبدأ موسمها في الأجواء الحارة الرطبة، وتحديدًا من منتصف يونيو حتى نهاية يوليو.
يثمنك من يعرفك
على نهج المثل الدارج «من لا يعرفك لا يثمنك»، كان لثمرة البمبر مكانتها الخاصة عند من عرف وتيقن من فوائدها، ويتصدر الفلاحون رأس القائمة، ثم محبوها من جيل الطيبين، من كبار السن، وقلة قليلة من الشباب الذين استفادوا من قيمتها الغذائية عن تجربة، ولبيان قيمتها الاجتماعية الخاصة وارتباطها بحياة القطيفيين رصدت «الوطن» مواقف لبعض الأهالي في جولتها الميدانية على تجمعات كبار السن عند باعة الخضار من فلاحي القطيف. وبنظرة اعتزاز وابتسامة قدم عبدالله الشويخات (80 عامًا) صحنًا من الرطب تزينه حبات البمبر وتتداخل معه بضع ليمونات من الليمون الأخضر القطيفي وقليل من التين في صورة تجسد كرم أهالي المحافظة قبل كرم الأرض، وكأنه بذلك يتباهى بمنجزه. يقرب لك الصحن ويحثك على تذوق خيرات الأرض القطيفية وما أنتجته مزارعها من ثمار طيبة، ولا يكتفي بذلك بل يتباهى بحلاوة ثمر البمبر وبلهجة قطيفية خالصة «دوق كأنها سكر من حلاوتها».
وذكر أن «البمبرة» لا تزال مرغوبة رغم أن كثيرين من الجيل الجديد لا يحبذونها، ويقول «أما نحن من عرفنا الشجرة وقيمة ثمرتها وفوائدها الكبيرة تجدنا نلتهم الثمرة كما هي حتى بالنواة التي تضمها، مبينًا أنها تعد علاجًا للقولون ولأمراض الجهاز الهضمي، وماؤها علاج لأمراض الجهاز التنفسي من كحة وسعال، كما أنها طاردة للبلغم، فيما كانت الأمهات تستخدمه قديمًا كعلاج للجلد والشعر».
غير مكلفة
أما ماهر علي فقد لفت إلى أن ثمار البمبرة تختلف في لونها بحسب مكان زراعتها في الظل أو في الشمس، فالشجرة تحت الظل يكون لب ثمرها باللون الأبيض، فيما تكون صفراء اللون تميل للحمرة عند تعرضها للشمس أكثر، ويتفاوت سعر الشتلة لكنه قد يصل إلى 50 ريالًا.
وكان غالبية أهالي القطيف القدامى لا يحتاجون سوى تجميع نواتها ورميها في باحة المنزل، وسقيها باستمرار حتى تزهر وتثمر، على اعتبار أن أغلب بيوت القطيف القديمة هي في وسط بلدات زراعية.
ويستدرك أنها تستغرق فترة طويلة للنمو، لكنها لا تحتاج إلى أي تكلفة زراعية إضافية، وسعرها الآن منخفض نسبيًا، إذ يبلغ سعر الفلينة 10 ريالات، يقدمها بعض المشترين كنوع من الهدايا لأهاليهم وأصحابهم.
البمبر
ـ منتج محلي زراعي معروف في منطقة الخليج عامة
ـ تختلف مسمياته، ومنها البمبر، سبستيان دبق، المخيط أو الغوج البحريني
ـ شجرة استوائية من الفصيلة الحمحمية
ـ شجرته متوسطة الحجم، ويصل ارتفاعها إلى 12 مترا
ـ وحيد النواة
ـ حلو الطعم
ـ يحتوي مادة هلامية لزجة