في الوقت الذي يعج فيه حراج المعيصم الواقع شرق مكة المكرمة وداخل حد الحرم ووسط المخططات السكنية بالعشوائية والسلبيات والعمالة الجائلة، لا تزال أمانة العاصمة المقدسة تدرس، ومنذ سنوات عدة مضت، إمكانية نقله إلى مدينة المعادن بالعكيشية.

وسبق لـ«الوطن» أن طرحت إشكالية هذا الحراج والمعاناة التي يسببها للأهالي، ونقلت تضررهم منه، إلا أن شكوى سكان الأحياء المجاورة من الفوضى العارمة التي تنجم عن الحراج، التي تتزايد على وجه التحديد أيام الجمعة من كل أسبوع لا تزال متواصلة، ولا تزال الحلول العملية بشأنها معلقة حتى الوقت الراهن.

ورصدت «الوطن» الازدحام الشديد والعشوائيات التي يسببها الحراج بالفيديو والصورة ووقفت على معاناة الأهالي.


مدينة متكاملة

يقول المتحدث الرسمي لأمانة العاصمة المقدسة أسامة زيتوني لـ«الوطن»، إن الأمانة حريصة كل الحرص على توفير كل سبل الراحة لأصحاب الأنشطة المختلفة، وتهيئة الأماكن المناسبة والملائمة لهم لممارسة أنشطتهم، وذلك في مواقع مجهزة ومتكاملة الخدمات.

وأضاف «من هذا المنطلق فقد أنشأت الأمانة مدينة متكاملة جنوب مكة المكرمة في منطقة العكيشية، وهي مدينة المعادن التي تقع على مساحة إجمالية تقدر بـ645 ألف متر مربع».

وتحتوي مدينة المعادن على مراكز للدوائر الحكومية ذات العلاقة، ومبنى الإدارة العامة لمدينة المعادن، والمراقبة الأمنية، ومرافق الأنشطة التجارية والصناعية وأنشطة الخردة والسكراب وتشاليح السيارات والجبس وتدوير النفايات، إضافة إلى مرافق الخدمات المساندة مثل الحدائق العامة والتشجير والإنارة ومراكز التسوق والمساجد».

وتابع «صمم الموقع على أعلى المعايير الفنية، وهو يتميز بمساحات كبيرة ومتنوعة، وطرق وممرات فسيحة، إضافة إلى احتوائه على الخدمات والمرافق العامة، وكل ما يمكن أن يسهم في توفير الأجواء المناسبة لممارسة هذه الأنشطة».

متابعة ومراقبة

أوضح زيتوني أن حراج المعيصم يخضع إلى متابعة ومراقبة مستمرة من قبل البلدية للتأكد من نظامية المحلات وعدم وجود أي مخالفات، وأنه يتم حاليًا أيضًا دراسة إمكانية نقله إلى الموقع الجديد في مدينة المعادن بالعكيشية.

بطء القرارات

إلى ذلك، قال المواطن سلطان بن حسن لـ«الوطن»، إن «ملف الحراج وحده يعطي انطباعًا واضحًا أن هناك بطئًا كبيرًا جدًا لدى الأمانة في اتخاذ القرارات ذات الفاعلية التأثيرية التي تعزز من ممكنات جودة الحياة، فهل يعقل ونحن في 2024 وحراج الخردة داخل الأحياء السكنية والورش أيضًا، وما هي مبررات وجوده، خصوصًا وأن هناك موقعًا مخصصًا له في العكيشية، كما يمكن نقله إلى الجعرانة أو الراشدية على أطراف المدينة، وليس في وسطها، كذلك هناك نمو في ظاهرة مطابخ الإعاشة والأدخنة والروائح المنبعثة منها والنفايات والعمالة، التي تشكل خطرًا داخل حي المعيصم الشمالي وتشوهًا بصريًا على امتداد الطريق المؤدي إلى مركز حراء الثقافي».

التشوه الأكبر

بدوره، قال المواطن سعد البراهيم إن «حراج الخردة بالمعيصم يمثل التشوه البصري الأكبر والمتروك دون معالجة».

وأشار إلى أن الحراج والورش المحيطة به يتمدد بنفاياته البيئية وعمالته والورش المتشابكة معه والمتداخلة مع الأحياء السكنية خصوصًا مع اقتراب اكتمال إطلاق مخطط ضاحية العسيلة (1900 قطعة سكنية وتجارية)، إذ يعد حراج الخردة أحد أكثر الملفات التي ينبغي أن تتدخل الأمانة لاتخاذ قرار بشأنها بحيث يتم نقله إلى الموقع المخصص له في العكيشية، وكذلك معالجة التشوه البصري في طريق المعيصم الشمالي الممتد من طريق حسين سرحان عبر شارع الأربعين إلى الدائري الرابع حيث ظاهرة تكدس مطابخ الإعاشة والثلاجات المعطلة، ووقوف الشاحنات والوايتات ليلا على جانبي الطريق، ومعالجة بيع البطحاء والأسمنت نهارًا بالقرب من مركز حراء الثقافي التي يزداد انتشارها وتوسعها بلا حسيب أو رقيب.

حراج المعيصم

ـ يشكل تشوهًا بصريًا شرق مكة المكرمة

ـ يقع داخل حد الحرم ووسط المخططات السكنية بالعشوائية والسلبيات والعمالة الجائلة

ـ المطالبات مستمرة منذ سنوات لنقل الحراج إلى مدينة المعادن جنوب مكة المكرمة

ـ الأهالي يشتكون من تمدد الحراج بنفاياته البيئية وعمالته وورشه وتداخله مع الأحياء السكنية