قراءة ملامح وجه المسؤول الأول في مؤسسة الخطوط الحديدية المهندس حمد العبدالقادر، ولوحدها، تدعو لليأس والإحباط، وتستطيع مثلا أن تقول وأنت تقرأ هذه الملامح في مؤتمره الصحفي حول الحادث المفجع الأخير أنه جاء إلى رأس الطاولة أمام الإعلام قسرا، فلا شيء لديه للقول. ولكم أن تتصوروا أنه في المؤتمر الصحفي لم يجد أكثر من خمس دقائق ليتحدث عن مؤسسة عمرها 60 سنة.

قمة اليأس والإحباط ورأس الهرم في جبل الفشل أن تختصر إنجازات ماضية ومستقبلية لمؤسسة في ستة عقود من العمر في خمس دقائق! عذرا على التشبيه فوالدتي يحفظها الله تستطيع أن تتحدث عن إنجازاتها وسيرتها الذاتية لساعتين، بينما مؤسسة مئات الملايين عبر الزمن لم تجد أكثر من خمس دقائق.

والدتي لم تكلف المال العام حتى مصروفا للضمان بينما القطار العجوز المتهالك يكاد أن يخطف أرواح أربعين مسافرا حتى نصحو من هذه الغيبوبة. نخجل جدا أن طفرتين بكل ما بينهما من أرقام التريليون لم تبن مترا واحدا إضافيا ولو من خردة الحديد في ستين سنة.

من هو المسؤول الذي أوصلنا لأن تكون كل أو جل وسائط النقل مشكلة وطنية عارمة؟.

عشرون عاما ونحن نتحدث عن بناء مطار واحد جديد وما زلنا حتى هذه اللحظة نحفر القواعد. عشرون عاما أيضا ونحن نسمع تصريحات مسؤولي سكة الحديد عن أحلام الزيف القادمة ثم صحونا على الكارثة فوجدنا أن معالي المحافظ يتحدث عن تهالك حتى الأسوار المحيطة بأقدم قضبان وحيد للحديد.

عشرون عاما ونحن نعرف أن الحصول على مقعد طيران حتى خارج مواسم الذروة من ثامن المستحيلات، ثم صحونا بالأمس على عشرات المسافرين الذين لم يجدوا مقعدا حتى على سكة حديد. خمس سنوات مضت ونحن نسمع عن فتح مظاريف التأهيل لشركات الطيران الإقليمية التي تقدمت بطلبات للنقل الداخلي حتى تفك هذه الأزمة الخانقة ولم نجد حتى اللحظة سكينا واحدة لفتح عشرة مظاريف.

ولكل هؤلاء المسؤولين: اخجلوا من أنفسكم لأنكم تسلبون قيمة هذا الوطن من أهله.. اخجلوا من أنفسكم لأنكم حولتمونا جميعا إلى شعب (شتام) لكم في كل مطار وصالة للحديد أو الزنك في كل قاعة متهالكة وفي كل طابور.. لماذا تصرون على إذلالنا في كل هذه الطوابير؟