هذه الشابة، التي تدرس بمعهد الكفيف في مدينة سوسة الساحلية، ظهرت موهبتها منذ الصغر في مجال الأدب والكتابة والشعر والتمكن من اللغة العربية، فتوجت سنة 2015 وهي لا تزال في سن السابعة بجائزة المركز الثاني في المسابقة الوطنية للقصة (الأديب الصغير) عن قصتها «علاء يغرس شجرة» بطريقة «برايل»، لتتوالى بعدها الجوائز المحلية والعالمية لأعمالها الأدبية.
وترجع ميساء الفضل بعد الله -عز وجل- في بروزها إلى جدتها التي كانت تحكي لها في صغرها الحكايات الشعبية والقصص والأساطير، وتغني لها أهازيج الفرح من الموروث الشعبي التونسي، مع حفظ آيات وسور من القرآن الكريم، مما أسهم، على حد قولها، في إثراء حسها اللغوي والأدبي. وتتابع: «من بعد جدتي تسلم خالي عثمان المهمة، ولكن بشكل متطور، بتحميل الروايات والقصص الصوتية من اليوتيوب، مما جعلني أكتشف هذا العالم، وأغوص في أسراره، وأتخيل كل ما يقرأ لي وكل ما أسمعه».
وتعتز ميساء بالهدية الثمينة التي قدمتها لها الملحقية الثقافية التابعة لسفارة المملكة لدى تونس، تقديرا لمسيرتها الأدبية، وتتمثل في أجزاء من القرآن الكريم بتقنية «برايل».
وحول بداياتها الأدبية، تقول الأديبة الشابة:»بدأت أكتب في سن مبكرة جدا، وأول كتاب أصدرته كنت بعمر ما بين 8-7 سنوات بعنوان «علاء يغرس شجرة»، وشاركت به حينها في مسابقة الأدباء الصغار، وفزت بالمرتبة الثانية وطنيا«.
وعن الأعمال الأدبية التي تأثرت بها، تشير ميساء إلى إعجابها الكبير بكتابات الأديب طه حسين، وتحلم بأن تبلغ مرتبة عالية في الأدب أسوة به، «شدتني كثيرا فصاحته، وأعتقد أنني أشبهه في جوانب عدة، منها النشأة الريفية والإعاقة البصرية».
كما تبدي ميساء إعجابها بكتابات الكاتبة السعودية منى المرشود، مشيرة إلى أنها قرأت لها رواية «أنت لي»، مما جعلها تنتظر كل إصداراتها، «لفتني أسلوبها وكيف تتكلم عن مشاعر الحب بأبهى صورة دون إثارة، وعموما ليس لدي كاتب مفضل بعينه، فكلما أتيحت لي فرصة للعثور على كتاب مسجل لا أتردد في الاستماع له، والاستفادة منه دون النظر إلى هوية الكاتب أو جنسيته».