قال شهود إن محتجين في مصر يطالبون بتسليم المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يتولى إدارة البلاد السلطة لمدنيين صدوا هجوما جديدا للشرطة لإجلائهم من ميدان التحرير في وسط القاهرة اليوم الاثنين 2011/11/21.
وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع وهاجمت مستشفى ميدانيا مؤقتا في حين رشق المحتجون الشرطة بالحجارة.
وتصاعد الدخان الأسود من مبنى سكني من ستة طوابق قرب الميدان وصرخت امرأة طلبا للمساعدة من نافذة في الطابق العلوي. ووصل رجال الإطفاء لكن الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع من شارع جانبي على حشد كان متجمعا في الأسفل مما أثار غضب الواقفين. وحاول بعض السكان تسلق المبنى لإنقاذ المحاصرين بداخله.
وقتل 12 شخصا على الأقل في اشتباكات بين القوات الحكومية ومحتجين في القاهرة ومدن أخرى منذ يوم السبت في بعض من أسوأ أعمال العنف منذ الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك.
وقال عصام جودة وهو محتج في التحرير إن من المقرر أن تصل مسيرتان إلى ميدان التحرير بحلول عصر اليوم مضيفا "من الواضح أنه ليس هناك تراجع لأنكم كما ترون لا يمكن إخفاء هذا العنف."
وأضاف عصام "نهدف إلى السيطرة على نقاط الدخول للميدان حتى لا يتمكن الأمن من منع وصول المحتجين."
وقبل اسبوع فقط من التصويت في أول انتخابات برلمانية حرة منذ عشرات السنين أثارت المواجهات في القاهرة ومدن أخرى مخاوف بشأن مدى سلاسة عملية الانتخابات.
ويختار المصريون برلمانا جديدا في انتخابات تبدأ في 28 نوفمبر تشرين الثاني لكن حتى على الرغم من ذلك تظل السلطات الرئاسية في يد الجيش إلى أن تجرى الانتخابات الرئاسية التي قد لا تجرى قبل أواخر 2012 أو أوائل عام 2013 . ويريد المحتجون انتقالا أسرع للسلطة.
وأمطرت قوات الأمن المتظاهرين بوابل من الغاز المسيل للدموع وضربتهم بالهراوات في محاولة لإنهاء الاحتجاج. وأظهر متظاهرون غاضبون أظرف طلقات الخرطوش والرصاص الحي أمس لكن الشرطة نفت استخدام أي ذخيرة حية.
وأطلقت الشرطة المدعومة من المدعومة من قوات من الجيش وابلا من قنابل الغاز المسيل للدموع وهاجمت المتظاهرين في الميدان مع حلول الظلام مما جعل المتظاهرين يفرون مؤقتا.
وأحرقوا لافتات وأظهرت لقطات فيديو لم يتسن التحقق من صحتها أفرادا من الشرطة وهم يضربون المحتجين بالعصي ويسحبونهم من شعورهم ويلقون ما بدت أنها جثة على أكوام من القمامة.
وسرعان ما أعاد المتظاهرون تنظيم صفوفهم في شوارع جانبية وعادوا للسيطرة على الميدان الليلة الماضية قبل أن تحاول الشرطة مرة أخرى استعادة ميدان التحرير بعد الفجر.
وأصبح المشير محمد حسين طنطاوي وزير الدفاع ابان عهد مبارك طوال 30 عاما والذي يقود المجلس العسكري هدفا للاحتجاجات.
وكثيرا ما ترددت هتافات مثل "الشعب يريد إسقاط المشير."
وقال أيمن رمضان وهو موظف يعمل في إدخال البيانات في وقت مبكر من صباح اليوم "لا أريد طنطاوي.. سأعتصم الليلة."
وأمام المبنى الذي اشتعلت به النيران هتف المحتجون قائلين "طنطاوي ولعها.. الثوار أهم."
وقال التلفزيون الحكومي إن عشرة على الأقل قتلوا أمس مما يرفع بذلك عدد القتلى منذ يوم السبت عندما اندلعت الاشتباكات إلى 12 على الأقل. وأصيب المئات.
وقاد الإسلاميون في بادئ الأمر المظاهرات التي بدأت يوم الجمعة غضبا من محاولة من الحكومة المدعومة من الجيش بوضع مبادئ لدستور جديد من شأنها إبعاد الجيش عن سيطرة أي حكومة مدنية في المستقبل.
لكن منذ ذلك الحين ظلت الاحتجاجات يقودها نفس عناصر الشبان التي حشدت المصريين لإسقاط مبارك واضعين العزة الوطنية قبل أي انتماءات دينية.
وقالت إحدى الجماعات وهي جماعة 6 ابريل لوكالة أنباء الشرق الأوسط إن أفرادها سيعتصمون في ميدان التحرير وسيواصلون الاعتصامات في مدن أخرى إلى حين الاستجابة لمطالبهم بما في ذلك الدعوة لانتخابات رئاسية في فترة لا تتجاوز ابريل نيسان.
ومن المطالب الأخرى إقالة الحكومة الحالية وتشكيل حكومة إنقاذ وطني وإجراء تحقيق فوري في الاشتباكات التي تدور في التحرير ومحاكمة المتورطين فيها.
وقال المرشح الرئاسي المحتمل حازم صلاح ابو اسماعيل وهو إسلامي محافظ للمحتجين في التحرير إنهم يطالبون على الأقل بتسليم السلطة خلال ستة أشهر.
وينفي الجيش أي رغبة في التمسك بالسلطة ويقول إنه لن يسمح بأن تؤدي أي أعمال عنف إلى تأجيل الانتخابات البرلمانية. وهو يصر على أن بإمكانه تأمين الانتخابات.
وقال محمد حجازي وهو متحدث باسم الحكومة لرويترز إنهم يصرون على إجراء الانتخابات في موعدها أي الحكومة والأحزاب والمجلس الأعلى للقوات المسلحة.
لكن محللين يقولون إن تصاعد العنف أثناء الانتخابات وهو ملمح شائع للانتخابات المزورة التي كانت تجرى في عهد مبارك من الممكن أن تقوض شرعية المجلس في حالة التشكيك في النتيجة وتعمق الإحباط العام من طريقة تعامل الجيش مع العملية الانتقالية.