أثارت تصريحات الرئيس اليمني علي عبدالله صالح باستعداده لتسليم السلطة بعد التخلي عنها إلى الجيش، شكوكا كثيرة حول جديته في التوقيع على المبادرة الخليجية. وقال صالح خلال زيارته معسكراً لقوات الحرس الجمهوري التي يقودها نجله أحمد في صنعاء، أول من أمس، إنه مستعد لتسليم السلطة لكن إلى الجيش، مضيفا "نحن مستعدون أن نضحي من أجل الوطن لكن ستبقون أنتم، فأنتم موجودون حتى لو تخلينا عن السلطة فأنتم السلطة وأنتم صمام أمان الثورة وعندكم حصانة ومناعة". واتهم صالح خصومه العسكريين، في إشارة إلى قائد الفرقة الأولى مدرع اللواء علي محسن الأحمر، بأنهم "شرذمة وتاريخهم مليء بالخزي والعار".

إلى ذلك، أكد مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر أمس أن الاجتماع الذي كان يفترض أن يعقده مجلس الأمن اليوم حول الأزمة اليمنية تأجل أسبوعا، فيما أكد مصدر دبلوماسي وجود توجه للدفع باتجاه "صفقة" مباشرة بين الرئيس اليمني وخصومه.

وقال ابن عمر الموجود في صنعاء إن "اجتماع مجلس الأمن تأجل بطلب من الأطراف". وكان ابن عمر وصل صنعاء في 10 نوفمبر في جولة جديدة من المساعي لحل الأزمة، والتوصل إلى اتفاق حول الانتقال السلمي للسلطة.

من جهته، أكد مصدر دبلوماسي غربي أمس أن الوسطاء الغربيين يفكرون في الدفع باتجاه حل سياسي في اليمن من خلال "صفقة مباشرة" بين الرئيس اليمني وخصميه العسكري اللواء علي محسن الأحمر والقبلي الشيخ حميد الأحمر.

وذكر المصدر أن "الصفقة" ليست لتجاوز المبادرة الخليجية بل "لتفعيل الضمانات التي تنص عليها المبادرة ولم يشملها قرار مجلس الأمن، فيما يمكن أن يتم ذلك من خلال المنظومة القبلية اليمنية".

وأضاف المصدر "نحن بحاجة لصفقة بين الأطراف الثلاثة" و"هناك ثلاثة سيناريوهات لليمن لا رابع لها". وقال "أولا، إما أن تبقى الأوضاع على ما هي عليه، أي معلقة، ويستفيد أمراء الحرب والأزمة في السلطة والمعارضة من خلال تعزيز مواقعهم"، أو "أن يلجأ الوسطاء الغربيون إلى صفقة سياسية مباشرة بين مجموعة لاعبين هم الرئيس ونجله واللواء المنشق علي محسن الأحمر والشيخ حميد الأحمر". واعتبر المصدر أن "من شأن هذه الصفقة أن تنجح الحل السياسي"، مؤكدا أن الوسطاء "يطرحون ذلك"، أو "ان تنزلق البلاد إلى الحرب في ضوء شعور صالح بالتفوق العسكري على خصومه". وخلص المصدر الدبلوماسي إلى القول "لن نسمح بأن تتجه الأوضاع في اليمن إلى الوجهة التي تضر بمصالحنا لا سيما أن أي حرب أو أعمال عنف سيكون المستفيد الأول منها تنظيم القاعدة".