في ملامح صالة الحجاج استثنائية التجربة وتفرد تلبية خدمات ضيوف الرحمن بين ثنايا مطار الملك عبد العزيز الدولي تقع صالة الحجاج، لتشكل اول نقطة لوصول الوافدين إلى العمرة والحج، في حلتها التي ارتدت الخيام سقفاً لتتقاطع مع خيام المشاعر المقدسة في شكلها الخارجي.

تضافر الجهود المشتركة في خدمة وتسهيل رحلة الحاج من القطاعات الحكومية والخاصة كافة، في مشهد يتوالى مع إنجازات المملكة، داخلياً وعالمياً نحو تمكين وتسهيل أداء فريضة الحج، امتداداً لما تقدمه مملكة الإنسانية لخدمة الحجاج والمعتمرين، الذين أتوا من أرجاء العالم، في مشهد إيماني يجسد أواصر التلاحم والعطاء وتطويع الجهود المبذولة لخدمة ضيوف الرحمن، وهو فخر لنا بأن وهبنا الله أرضاً اكتنفت مهبط الوحي، لتنبثق من خلالها رسالة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في الدعوة إلى الإسلام.

وهو مسؤولية مملكتنا الغالية التي بذلت الغالي والنفيس لينعم ضيوف الرحمن بالدفء والطمأنينة، في رحلتهم الإيمانية تلبية لشعيرة مقدسة احتلت الركن الخامس في الإسلام.


ومن هذا المنطلق فإن صالة الحج تجسد أبهى صور فرحة الحاج حينما يصل لأداء هذه الشعيرة، فالبعض منهم يسجد شاكراً، وتجد من يذرف دموعه حينما يصل إلى المطار، ونحن لا نستغرب هذه المشاعر النبيلة التي اعتدنا رؤيتها على حاج قطع المسافات ليؤدي تلك الفريضة الغراء.

إنها مسؤولية عظيمة بأن يكون الحاج الرقم الأول في تلبية متطلباته بما يواكب تطلعاته والعمل على راحته، فالأجر على قدر العمل والجد والاجتهاد، وفي كل موسم تأتي الإنجازات التي لا تقاس إلا بالأرقام لتكون شاهدا عيان على الجهود الحثيثة والعمل الذي لا يتوقف في إبراز الدور الإنساني والمجتمعي في حسن الضيافة للحاج والمعتمر ومنحه تجربة يستحقها ويفخر بها ليكون دعائه لهذا البلد المعطاء هو الغاية والمقصد.

وفي هذه الأيام بعد انتهاء موسم حج عام 1445هـ، الموافق 2024 ميلادية أختتم مشوار موسم العطاء المستدام في تيسير رحلة الحجاج منذ الوصول إلى المغادرة، ولا تستغرب إن وجدت بعضاً من الموظفين من يتحدثون بلغات متعددة بسبب الاحتكاك مع ضيوف الرحمنن وكما يقال (إذا كنت تتحدث إلى شخص بلغة يفهمها، معناه أنك تخاطب رأسه، وأما إذا كنت تتحدث معه بلغته الأصلية، هذا يعني أنك ستذهب إلى قلبه).

الاهتمام بالحاج والمعتمر هو السبب وراء اتقان اللغات المختلفة، واستغرب من اتقانهم لتلك اللغات فقط من الحديث معهم دون السفر وتعلم اللغة، وهذا يدل على أن الممارسة والرغبة في خدمة الحاج والمعتمر هو ركيزة الإتقان.

كما أشير إلى مؤسسة بينالي الدرعية والتي انبثقت منها بينالي الفنون الإسلامية في صالة الحجاج الذي يشكل أول بينالي في العالم يقدم الفنون الإسلامية ويشكل معرضاُ فنياً زاخراً، يتصل مع تجربة الحجاج من أرجاء العالم، في تموضعات التجربة الإسلامية وتنوعاتها الثقافية والمعرفية. ستجده يحمل في طياته معرضاً يضم أكثر من 60 فنانا من أكثر من 20 دولة ، وما يقارب 200 قطعة أثرية على مساحة أكثر من 200,000 متر مربع، ليشكل منصة استثنائية تحتوي على مقتنيات فريدة تمثل العمارة الإسلامية، وتاريخ مكة المكرمة، فضلاً عن الكتب والمخطوطات التي توالت مع استثنائية المشهد الثقافي الإسلامي التاريخي في مملكتنا الحبيبة.

صالة الحجاج في مطار الملك عبد العزيز تمثل تجربة فريدة للحاج والمعتمر، وأيقونة رائعة في خدمة ضيوف الرحمن مع الموانئ الجوية والبرية والبحرية كافة، لاستقبال ضيوف الرحمن ( حجاجا ومعتمرين) بابتسامة عريضة وحفاوة تعكس التطلعات ، في صورة يفخر بها أبناء الوطن لخدمة ضيوف الرحمن ( حجاجا ومعتمرين).