برزت عدد من القضايا الرئيسية في السياسة الخارجية في الانتخابات الأمريكية المقبلة في عام 2024، ومن أهمها كوريا الشمالية.

حيث يرى الخبراء أن المرشحين الرئاسيين جو بايدن ودونالد ترمب سيحتاجان إلى معالجة التوترات المتصاعدة في شبه الجزيرة الكورية والعلاقات بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية. حيث تقدم مباراة العودة المتوقعة بينهما في عام 2024 تقدم تناقضًا صارخًا في الكيفية التي قد يتعامل بها المرشحان مع كوريا الشمالية وبرنامجها النووي في فترة ولايتهما الثانية.

ويريد كلا المرشحين إظهار القوة والثقة. ومع ذلك، عند فحص سجلاتهما، يختلف الزعيمان في نهجيهما تجاه كوريا الشمالية، يفضل ترمب أسلوبًا من أعلى إلى أسفل، ويتفاعل مع القادة واحدًا لواحد. في الوقت نفسه، ينسق بايدن عن كثب مع الحلفاء والشركاء، مستفيدًا من الإشارات من مستوى العمل بطريقة من أسفل إلى أعلى.


الأسلحة النووية

إن عدم رغبة بيونج يانج في التخلي عن أسلحتها النووية يحد من نطاق السياسات المتاحة للولايات المتحدة، ولكنه يجبر الإدارة المقبلة أيضًا على التحلي بالمرونة والانضباط عند التعامل مع مشكلة كوريا الشمالية.

ومع اقتراب شهر نوفمبر، يتعين على المرشحين أن يفكرا في بناء تحالف أوسع من الشركاء الراغبين في مراقبة أنشطة كوريا الشمالية غير المشروعة والتهرب من العقوبات؛ والسعي إلى إيجاد أرضية مشتركة مع بكين لإعادة توجيه بيونج يانج إلى طاولة المفاوضات؛ والدعوة باستمرار إلى حقوق الإنسان في كوريا الشمالية.

فمنذ انهيار قمة هانوي في فبراير 2019، تبنت كوريا الشمالية عقيدة نووية أكثر هجومية، وطورت تكنولوجيا الصواريخ والأقمار الصناعية، وحسنت قدراتها السيبرانية، وعززت العلاقات السياسية مع روسيا والصين. غياب الدبلوماسية وتركت ثلاثة عقود من الدبلوماسية النووية بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية المسؤولين الأمريكيين متشككين في أي اتفاق نووي مع كوريا الشمالية. وفي الوقت نفسه، تفاقمت معضلة كوريا الشمالية في غياب الدبلوماسية بين واشنطن وبيونج يانج منذ عام 2019. بالإضافة إلى إجراء 106 عمليات إطلاق صواريخ منذ عام 2022، مكنت شراكات كوريا الشمالية مع الصين وروسيا نظام كيم جونج أون من التحايل على عقوبات الأمم المتحدة، ونقل واستقبال التقنيات الحيوية، وتوفير الفرص لاختبار الأسلحة الكورية الشمالية في ساحة المعركة الأوكرانية. كما توضح معاهدة الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي تم توقيعها خلال قمة كيم بوتن في يونيو 2024 نية كوريا الشمالية توسيع التعاون العسكري التقني وتقويض النفوذ الأمريكي. التحالف الجديد

ورغم أن القضايا المتعلقة بكوريا الشمالية تظل في مرتبة أدنى على قائمة أولويات السياسة الخارجية الأمريكية في ضوء الحربين والمنافسة مع الصين، فإن التحالف الجديد بين روسيا وكوريا الشمالية يوضح كيف ترتبط الأزمة المتصاعدة في شبه الجزيرة الكورية بالصراع الجيوسياسي الأوسع نطاقًا.

وربما يكون ترمب أكثر ميلًا إلى التعامل مع كيم نظرًا لعلاقتهما السابقة.

ومع ذلك، فإن الدبلوماسية عالية المخاطر مع كوريا الشمالية ستكون غير حكيمة إذا تم السعي إلى التعامل على حساب تقويض تماسك التحالف الإقليمي وردعه.

وبالنسبة لبايدن، فإن المأزق في نزع السلاح النووي في كوريا الشمالية قد يدفع إدارته إلى لفت المزيد من الانتباه إلى الروابط بين كوريا الشمالية وخصوم آخرين، بما في ذلك روسيا والصين. لكن القيام بذلك لن يؤدي بالضرورة إلى تحسين البيئة الأمنية المتدهورة بالفعل في شمال شرق آسيا دون وجود مسار للحوار مع كوريا الشمالية.

نقاط مهمة

وهناك بعض النقاط التي يجب وضعها في الاعتبار عندما يفكر الناخبون الأمريكيون في كيفية تعامل ترمب وبايدن مع الوضع الأمني ​​المتدهور في شبه الجزيرة الكورية. أولًا، قد يثير ترمب قضية كوريا الشمالية خلال حملته الانتخابية نظرًا لمشاركته السابقة مع كيم خلال قمتين رفيعتي المستوى في سنغافورة في يونيو 2018 وهانوي في فبراير 2019 على التوالي. وبالرغم من عدم وجود صفقة، فقد يروج ترمب لقدرته على جلب كيم إلى طاولة الدبلوماسية وينتقد بايدن (بشكل مضلل) ليس فقط لفشله في إجراء حوار واحد مع كوريا الشمالية ولكن أيضًا لتمكين النظام من تصعيد الاستفزازات بشكل كبير في عهد بايدن.

ثانيًا، يمكن لبايدن أن يشير إلى قدرة إدارته على تنسيق السياسات بشكل وثيق مع حلفاء الولايات المتحدة لضمان الحفاظ على الردع في شبه الجزيرة بالرغم من الإجراءات التصعيدية لكوريا الشمالية. وقد يلقي بايدن أيضًا باللوم على ترمب بسبب سعيه الساذج والمتسرع إلى عقد قمتين رفيعتي المستوى مع كيم وإضعاف الجاهزية العسكرية والردع في شبه الجزيرة الكورية.

ثالثًا، بغض النظر عما إذا كان أي من المرشحين سيضم كوريا الشمالية إلى نقاط الحديث في حملته الانتخابية، فقد يتدخل كيم في المحادثة من خلال تصعيد التوترات قبل الانتخابات الأمريكية إذا كان يعتقد أن مثل هذه الإجراءات تقدم ميزة لترمب، مرشحه المفضل. بالإضافة إلى علاقته السابقة مع كيم، فإن ترمب أكثر استعدادًا للانفصال عن العقيدة الدبلوماسية. من خلال إثارة المشاكل، يمكن لبيونج يانج المساعدة في إعداد الطاولة لإدارة ترمب القادمة للعودة إلى طاولة المفاوضات والحد من التوترات في مقابل التنازلات التي يسعى إليها كيم (واقترحها ترمب سابقًا)، مثل خفض القوات الأمريكية أو تعليق التدريبات العسكرية المشتركة مع كوريا الجنوبية، الأمر الذي من شأنه بدوره أن يخلق صدعًا في التحالف بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.

الأولوية القصوى للإدارة الأمريكية المقبلة في ما يتصل بقضايا كوريا الشمالية:

- وقف أو عكس التقدم في البرامج النووية والأسلحة التي ينفذها النظام

- إعادة بناء تحالف من الشركاء الراغبين في مراقبة الأنشطة غير المشروعة التي تقوم بها كوريا الشمالية.

- مواجهة النشاط السيبراني الكوري الشمالي في أعقاب استخدام روسيا لحق النقض السعي إلى التعاون مع بكين لدعم السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية

- يتعين على ترمب أو بايدن أن يدافعا باستمرار عن حقوق الإنسان في كوريا الشمالية

- ينبغي للتحالف العسكري بين كوريا الشمالية وروسيا أن يحفز الولايات المتحدة على البحث عن أرضية مشتركة مع الصين يتعين عليها أن تكون مستعدة للعبة طويلة الأمد مع كوريا الشمالية فقد أثبت نظام كيم قدرته على الصمود مرارًا وتكرارًا