تزامنًا مع إعلان الجمعية العام للأمم المتحدة، قرارًا بتسمية يوم 24 نوفمبر من كل عام يومًا عالميًا للتوائم الملتصقة، بمبادرة من المملكة، أعلنت السعودية الاثنين المنصرم تنظيم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية خلال الفترة 24 - 25 نوفمبر 2024 مؤتمرًا دوليًا بمناسبة مرور 30 عامًا على بدء البرنامج السعودي للتوائم الملتصقة، بمشاركة وزراء وقيادات وخبرات عالمية متخصصة في مجال فصل التوائم في المجالين الطبي والإنساني من شتى دول العالم، وسيعقد المؤتمر بالتزامن مع اليوم العالمي للتوائم الملتصقة.

البرنامج السعودي

المؤتمر الدولي الذي يعقد تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، يعد حدثًا فريدًا من نوعه لأول مرة يحدث في العالم، وهو يعنى بحالات التوأم الملتصقة، وتجربة المملكة الرائدة في هذا المجال التي انطلقت منذ العام 1990م عبر البرنامج السعودي للتوائم الملتصقة واستمرّت نجاحاته على مدى 34 عامًا تم خلالها إجراء 61 عملية فصل ناجحة، والتقييم الطبي 139 حالة من 26 دولة.


وستعقد ضمن أعمال المؤتمر جلسات وزارية، وجلسات علمية متخصصة، وجلسات إنسانية وأحداث جانبية، وورش للنقاش، ومعارض تعنى بما يخص الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في العالم، والنواحي الإنسانية لهؤلاء الأطفال. كما سيوقع على هامش المؤتمر عددًا من الاتفاقيات مع منظمات أممية ودولية تعنى بالأطفال حول العالم في إطار الجهود الإنسانية للمملكة العربية السعودية للاعتناء بالفئات الأكثر ضعفًا وهم فئة الأطفال، وكذلك استعراض تجربة المملكة المميزة في هذا المجال، إذ تملك المملكة أكبر تجربة لفصل التوائم في العالم. وسوف يصدر عن المؤتمر توصيات ستثري المكتبات الطبية والإنسانية وتكون مرجعًا للمختصين والمهتمين في مجال فصل التوائم الملتصقة والحقل الإنساني.

تعزيز الوعي

أكد المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله الربيعة أن اعتماد يوم 24 من نوفمبر يومًا عالميًا للتوائم الملتصقة من قبل الأمم المتحدة، جاء بمبادرة من المملكة بهدف رفع مستوى الوعي حول هذه الحالات الإنسانية والاحتفاء بالإنجازات في مجال عمليات فصل التوائم الملتصقة.

وقال: إن هذا اليوم العالمي للتوائم الملتصقة مناسبة سنوية للتأكيد على أهمية مجال فصل التوائم الملتصقة ودوره الأساس في منح الأمل للتوائم وأسرهم في حياة جديدة بعيدًا عن الأمراض والتشوهات الخلقية، وتنشئة أجيال قادمة تتمتع بالصحة الجيدة والسلامة البدنية.

وأوضح أن هذا القرار يجسد اهتمام القيادة بالبرنامج السعودي لفصل التوائم الملتصقة، فبتوجيهاتها الكريمة تُستقبل حالات التوائم من جميع الدول حول العالم وتلبي نداءات أهالي التوائم بغض النظر عن العرق أو الانتماء؛ للتخفيف من معاناتهم التي يمرون بها، حتى أضحت المملكة موئلًا لهم، مشيدًا كذلك بالجهود الحثيثة التي بذلتها المملكة ممثلة بوزارة الخارجية والوفد الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك لإصدار هذا القرار الدولي المهم بتحديد يوم 24 نوفمبر يومًا عالميًا للتوائم الملتصقة.

ودعا المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة الدكتور عبدالله الربيعة المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والإقليمية المعنية إلى الاحتفال باليوم العالمي للتوائم الملتصقة كل عام بجميع الطرق الممكنة، من أجل تعزيز الوعي بأهمية التوائم الملتصقة وتكريس الجهود البحثية و العلمية والطبية الدولية لإيجاد حلول ملائمة تنهي معاناتهم.

رفع المعاناة

تفردت المملكة العربية السعودية بمجالات خيرية عديدة، فكانت الدولة السبّاقة التي يُشار إليها بالبنان في كل عمل خيري وإنساني وإغاثي، ومن تلك المجالات الرائدة التي أحرزت فيها المملكة قصب السبق هو مجال فصل التوائم السيامية، حيث استطاعت المملكة تحقيق الريادة العالمية والإشادة الدولية من قبل الدول والمنظمات ذوات العلاقة، فضلاً عن أهالي التوائم السيامية.

فعلى امتداد 34 عامًا نجح البرنامج السعودي لفصل التوائم السيامية في تسطير الإنجازات تلو الإنجازات من خلال إجراء 61 عملية فصل ناجحة، والتقييم الطبي لـ 139 حالة من 26 دولة في 3 قارات.

وانطلاقاً من دور المملكة الإنساني، دأبت على استقبال التوائم السيامية بغض النظر عن العرق أو الانتماء، لرفع المعاناة التي يعيشها التوائم السيامية وذويهم، وهذا ديدن المملكة حيث ضربت – ولا تزال – أروع الأمثلة في تلبية نداءات أهالي التوائم، والتخفيف من معاناتهم التي يمرون بها، حتى أضحت المملكة موئلاً لهم.

نسبة نادرة

علمياً لا توجد أسباب محددة للتوائم الملتصقة، إلا أن ما توصل إليه العلم فإن التوائم الملتصقة لا تحدث إلا في المرأة التي تولد توائم متطابقة من بويضة واحدة وبشكل وراثي، وهذا يحدث بنسبة نادرة وضئيلة جدًا هي واحد في الألف.

وتزيد نسبة حمل التوائم الملتصقة كلما كان لون الجلد أكثر غمقًا؛ ففي أفريقيا نسبة إنجاب التوائم المتطابقة أعلى منها في أوروبا، والجنوبية منها أكثر من الشمالية، ومن الضروري أن تراجع الحامل طبيبها بشكل دوري منذ بداية الحمل، وتطمئن على سلامة جنينها وصحتها، لأن اكتشاف التوائم في بداية الحمل له مسار خاص، وفي حالات كثيرة يمكن أن يُكتشف تلاصق التوائم في الأسبوع الثامن والتاسع من الحمل، ويمكن عندها معرفة هل يضر بحالة الأم الصحية أم لا.