فعلى الرغم من رفع قبضته بشكل ملهم، وإظهاره العزم بعد نجاته من محاولة اغتيال، فإن هناك القليل من الحديث حول احتمالية إصابته باضطراب ما بعد الصدمة، حيث يواجه الناجون من العنف المسلح غير المميت مخاطر متزايدة للإصابة بالاكتئاب والقلق وتعاطي المخدرات واضطراب ما بعد الصدمة.
طلقات النار
وتوصل بحث، قامت به سيمون مكارثي جونز من كلية ترينيتي دبلن، إلى أن ترمب ينضم إلى عشرات الآلاف من الأمريكيين الذين يتلقون العلاج من إصابات ناجمة عن طلقات نارية غير مميتة كل عام. ومثل هذه التجارب من شأنها أن تحطم افتراضات الناس بأنهم يعيشون في عالم آمن ومفهوم وقابل للسيطرة، الأمر الذي يجعلهم يشعرون بعدم الجدارة وعدم الأمان وعدم اليقين.
نتيجة ذلك، يواجه الناجون من العنف المسلح غير المميت مخاطر متزايدة للإصابة بالاكتئاب والقلق وتعاطي المخدرات واضطراب ما بعد الصدمة.
ويمكن أن يشعر الأشخاص باضطراب ما بعد الصدمة بالإرهاق، وقد يعيد هؤلاء الناس تجربة الحدث من خلال ذكريات الماضي أو الكوابيس، والبعض يعانون أيضًا خفقان القلب أو التعرق أو ضيق التنفس عند تذكيرهم بالحدث.
ويفترض الكثيرون أن ترمب سيواصل عمله كالمعتاد، لأنه خرج مصابا بإصابات طفيفة. وبالنسبة لأي شخص يعتقد أن المجتمع أصبح يدرك الآن التأثيرات المحتملة على الصحة العقلية الناجمة عن الصدمات، فإن هذا الافتراض مخيب للآمال ومثير للقلق.
وقد لا يعاني ترمب أي تأثيرات نفسية، ولكن نظرا لأنه قد يُعاد انتخابه قريبا، فإن التأثير المحتمل لهذه الأحداث على صحته العقلية ــ سواء كان ضئيلا أو سلبيا أو إيجابيا ــ لا يمكن تجاهله.
النرجسية العالية
وكون ترمب شخصًا منفتحًا، كما يقال، يرتبط بقدرة أفضل على التكيف، مع الإجهاد وأعراض أقل لاضطراب ما بعد الصدمة. مع ذلك، فإن سمات الشخصية الأخرى، بما في ذلك انخفاض الود و الضمير، وانخفاض الاستقرار العاطفي، التي تُنسب أيضًا إلى ترمب، ترتبط بمستويات أعلى من اضطراب ما بعد الصدمة.
وأخيرًا، فإن المستويات العالية من النرجسية، كما يقال إن ترمب يُظهرها، تشجع أيضًا على تطور اضطراب ما بعد الصدمة، ويمكن أن تجعل الناس يتفاعلون مع التهديدات المحدودة بالعدوان.
إن كيفية تعامل شخص ما مع الصدمة التي تعرض لها قد تكون حاسمة في تحديد عواقبها، فالشعور بالخزي أو الغضب تجاه الآخرين بعد التعرض لجريمة عنيفة يرتبط بزيادة احتمالية الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة.
وإذا كان الشخص قادرًا على فهم سبب وقوع الحدث أو استخلاص شيء إيجابي منه، فيمكن توقع نتائج أفضل.
التعامل مع العواطف
ويفسر البحث محاولة تجنب تذكير المصابين باضطراب ما بعد الصدمة بالحدث، وفقدان الاهتمام بالأنشطة، والشعور بالخدر والانفعال والتوتر بأنهم يكونون في حالة ترقب دائم للتهديدات، ويواجهون صعوبة في التركيز، ويصابون بنوبات غضب، ويختبرون مشاعر غامرة. وفي الواقع، يعاني العديد من الناجين من الصدمات التعامل مع عواطفهم، حيث لا يفهم الشخص عواطفه أو يكون على دراية بها، ويجد صعوبة في السيطرة عليها، ويكافح من أجل البقاء مركزًا وتجنب الأفعال الاندفاعية. ونظرًا لتجارب الغضب «التي لا يمكن السيطرة عليها» التي مر بها ترمب سابقًا، فإن عواطفه وقدرته على إدارتها ستكون موضع تدقيق.
جانب آخر
على العكس من ذلك، يعاني بعض الناجين من الصدمات نمو ما بعد الصدمة، حيث يطورون تعاطفًا أكبر وعلاقات أقوى وروحانية أعمق، ويجدون معنى جديدًا للحياة.
ومثال ذلك بدا في أن الصدمة التي تعرض لها الرئيس رونالد ريجان -آنذاك- بعد إطلاق النار عليه في عام 1981 قد عمقت شعوره بالتعاطف والتواضع. لقد شعر بأن الله قد نجاه لسبب ما، مما دفعه إلى تقليل التوترات النووية مع الاتحاد السوفيتي.
لذا تختلف ردود الفعل تجاه الصدمات بشكل كبير، وتتأثر النتيجة بشخصية الشخص وتركيبته البيولوجية. كما يلعب المعنى الذي يعطيه الناس لتجاربهم والدعم الاجتماعي المتاح لهم دورًا رئيسيًا.
يواجه الناجون من العنف المسلح غير المميت:
مخاطر متزايدة للإصابة بالاكتئاب والقلق وتعاطي المخدرات واضطراب ما بعد الصدمة
يمكن أن يشعر الأشخاص باضطراب ما بعد الصدمة بالإرهاق
قد يعيد الناس تجربة الحدث من خلال ذكريات الماضي أو الكوابيس
يعاني بعضهم خفقان القلب أو التعرق أو ضيق التنفس عند تذكيرهم بالحدث