بعد أن صدق حكم القصاص من محكمتي الاستئناف والمحكمة العليا ولم يبق إلا صدور الأمر السامي بالقصاص من القاتل عبدالله عطية السليمي العطوي في العقد الثالث من عمره، وبعدما أوشك الأمل على التلاشي في تنازل ذوي الدم، على الرغم من المساعي التي بذلت من أهل الخير منذ أكثر من ثلاث سنوات، تغير الحال أمس إلى الضد تماماً، بحسب ما كشفه في تصريح إلى "الوطن"، رئيس محاكم تبوك الشيخ سعود اليوسف.
وأشار الشيخ اليوسف إلى أنه لاحت بارقة أمل في العفو عن القاتل الذي قتل عبد العزيز بن محمد صالح الحميدي في نهاية عقده الثاني إثر خلاف نشب بينهما. موضحاً أنه وبرغم المبالغ الطائلة التي عرضت على الأب الشيخ محمد بن صالح الحميدي وعلى والدة القتيل السيدة عائشة إلا أنهما اختارا وجه الله سبحانه وتعالى والأجر والمثوبة.
وأوضح الشيخ اليوسف أن والدي القتيل اتجها بمحض إرادتهما إلى المحكمة العامة في تبوك صباح أول من أمس ليعلنا تنازلهما عن قاتل ابنهما لوجه الله دون أي مقابل، مؤكداً أنه شهد مثول والدي القتيل (عبد العزيز) وإعلان التنازل عن قاتله عبدالله العطوي وسط تهليل وتكبير الحضور في مكتبه.
وأبان الشيخ اليوسف أن مثل هذه الصور الرائعة لنماذج مجتمعنا السعودي النبيل كثيرة، فقد جبلت أوساط هذا المجتمع المسلم على العفو والتسامح والتآخي والحب في الله، داعيا لهما بأن يجزيهما الله خير الجزاء في الدنيا والآخرة.
وأشاد رئيس محاكم تبوك الشيخ اليوسف بحرص ولاة الأمر في هذا البلد الطيب على غرس هذه الروح بين أوساط مجتمعنا، بل والحث على السعي إلى التسامح في مثل هذا الأمر، حاثاً رجالات الدولة في الدخول في أوجه الإصلاح بين الخصوم مع الحفاظ على سير أحكام شريعتنا السمحة.