يواجه 25% من المصريين خطر التعرض للإصابة بأمراض نفسية مختلفة، بسبب ضغوط الحياة المختلفة خاصة في فترة ما بعد الثورة، وفقاً لما كشفته دراسة طبية حديثة.

في حين لفتت الدراسة إلى أن 1% فقط، معرضون للإصابة بأمراض نفسية شديدة تحتاج للتدخل الطبي. وأشارت الدراسة التي أعدتها أستاذة الطب النفسي بجامعة القاهرة وعضو الأمانة العامة للصحة النفسية الدكتورة نهي صبري، إلى أن الأمراض التي كانت متفشية في المجتمع المصري قبل 25 يناير كالنفاق والكبت، قد اختفت من المجتمع المصري حالياً، بعد توحد أفراده حول هدف واحد، إلا أن أمراضاً نفسية أخرى سوف تظهر في الفترة المقبلة، أبرزها "الاكتئاب" نتيجة لعدم وضوح الرؤية تجاه المستقبل.

ولفتت الدراسة إلى أن هناك أخطاء شائعة بين الناس حول أسباب الإصابة بالأمراض النفسية، أبرزها ضعف الشخصية وضعف الإيمان بالإضافة إلى مس الجن، في حين أن المرض النفسي ناتج عن مجموعة عوامـل، سـواء كانت عضوية، كالإدمان أو الوراثة أو الأورام، أو عوامل اجتماعية، كضغوط الحياة المختلفة أو ضغوط نفسية شديدة كتلك التي يتعرض لها غالبية الشعـب المصري هذه الأيام.

وأكدت الدراسة أن هناك اعتقادات خاطئة بأن جميع المرضى النفسيين غير مسؤولين عن أفعالهم، لدرجة أن بعض الأطباء المختصين في الأمراض العضوية يرفضون علاج بعض المرضى النفسيين خوفاً منهم، لافتة إلى أن وصم المريض النفسي من قبل المجتمع، يجعله يشعر بعد فترة بأنه أقل من الجميع وليس لديه الحق في العيش بشكل طبيعي.

ولفتت الدراسة إلى أن إلصاق صفة "الجنون" بالمريض النفسي من أبرز العوامل التي لا تساعده على التماثل للشفاء، بالإضافة إلى عدم تطرق الإعلام إلى تلك الأمراض واهتمامه بالأمراض العضوية فقط، كما أن تركيز الإعلام فقط على الحوادث السلبية التي تقع بمستشفيات الصحة النفسية، دون التوعية بحقوق المريض النفسي وطبيعة مرضه، له مشاكل كبيرة للغاية.