كيف يتمكن مسلح، أمام أعين بعض المتفرجين، من إطلاق النار على رئيس سابق في تجمع انتخابي محمي من قبل قوات إنفاذ القانون الفيدرالية والمحلية؟

هذا هو السؤال المخيف الذي يواجه السلطات الأمريكية ومسؤولي الأمن، بعد أن قال دونالد ترمب إنه أصيب بجرح طفيف في أذنه اليمنى أثناء حديثه في بتلر بولاية بنسلفانيا، وغادر المسرح ورأسه ينزف.

وقال مكتب التحقيقات الفيدرالي إن أفراد الخدمة السرية أطلقوا النار على المسلح الذي تم تحديد هويته على أنه توماس ماثيو كروكس من بيثيل بارك بولاية بنسلفانيا وقتلوه فور إطلاقه النار. وقُتل أحد المتفرجين وأصيب اثنان آخران، لكن لم يتضح على الفور من أطلق النار عليهم.




ويبدو أن محاولة الاغتيال، التي أطلق فيها كروكس عدة طلقات نارية على المسرح من فوق سطح خارج محيط الأمن في المكان، كانت نتيجة خطأ فادح، ربما كان الأكبر منذ محاولة اغتيال الرئيس رونالد ريجان وإصابته بالرصاص خارج فندق في واشنطن عام 1981.

صعوبة تحديد الأسلحة بعيدة المدى

وفقا لشبكة "سي إن بي سي" الأمريكية، قال خبراء أمنيون إنه من الصعب، وربما من المستحيل، القضاء على كل التهديدات، وخاصة فيما يتعلق بالأسلحة بعيدة المدى والأحداث الخارجية.

لكن البعض قال إن الاحتياطات الروتينية كان ينبغي أن تمنع مطلق النار من الوصول إلى السطح القريب.

ووصف ستيف نوتنغهام، القائد السابق لقوات التدخل السريع في لونج بيتش بولاية كاليفورنيا، إطلاق النار الذي وقع يوم السبت بأنه "فشل أمني أساسي".

وقال نوتنغهام "لقد كانوا متأخرين عن المنحنى، لأنه كان ينبغي عليهم تغطية تلك الأماكن مسبقًا".

وقال جيم كافانو، وهو عميل خاص متقاعد، إنه فوجئ بأن مطلق النار تمكن من احتلال موقع مرتفع ضمن مدى البندقية من موقع التجمع.



وقال كافانو "كلما كنت معهم، فإنهم أو شرطة التدخل السريع المحلية يسيطرون على كل الأراضي المرتفعة. ولا يُسمح لأحد بالسير على أسطح المنازل. إنهم يسيطرون على الأراضي المرتفعة".

وقال إن بندقية عالية القوة مثل AR-15 يمكنها إصابة أهداف على بعد 200 ياردة. ووجدت قناة "إن بي سي نيوز"، أن ترامب كان على بعد 148 ياردة من سطح المبنى حيث عُثر على مطلق النار ميتًا، استنادًا إلى تحليل صور "جوجل إيرث".

تحقيق في الإخفاقات الأمنية

دافع المقدم جورج بيفينز من شرطة ولاية بنسلفانيا عن جهاز الخدمة السرية في مؤتمر صحفي بعد إطلاق النار.

وقال بيفينز "من الصعب للغاية أن يكون المكان مفتوحًا للجمهور وأن يتم تأمينه ضد أي تهديد محتمل من مهاجم مصمم للغاية. هذا أمر كبير".

وأضاف أن "التحقيق سيعطينا فرصة حقيقية لإلقاء نظرة على أين حدثت أي إخفاقات وما يمكن القيام به بشكل أفضل في المستقبل".

وقال مكتب التحقيقات الفيدرالي في بيان مساء السبت إنه يقود التحقيق في كافة تفاصيل محاولة الاغتيال.

دونالد ترامب يتعرض لإصابة خلال إطلاق نار في تجمع انتخابي في بتلر بولاية بنسلفانيا

في الشهر الماضي، ومع احتدام الحملة الرئاسية، أعلنت الخدمة السرية أنها تعمل على زيادة حجم الوحدة المخصصة لترمب. وقال المتحدث باسم الخدمة السرية أنتوني جوجليلمي في ذلك الوقت إن الحماية تم تعزيزها "لضمان أعلى مستوى من الأمن ليس فقط لمواقع الحدث ولكن أيضًا للسفر بين الأحداث".

ولعل أول إشارة إلى أن شيئاً ما كان يسير على نحو خاطئ أثناء حديث ترمب يوم السبت كانت عندما قال المتفرجون إنهم لاحظوا رجلاً مسلحاً ببندقية يزحف على سطح قريب. وذكر أحدهم أنه حاول لفت انتباه سلطات إنفاذ القانون.