لعلكم تتفقون معي أن الحياة صارت اكثر صعوبة واكثر قسوة، أكثر لونا وتلونا، لم تعد تسير بذلك الثبات ولا تستجيب لنا كما كانت عليه من قبل،إنها أبدا لم تعد بتلك السهوله واليُسر.. ولا كما كانت عليه من السلاسة والطُهر؟!

فكيف اختلفت و تغيرت بهذا الشكل؟!

هل هي التي تغيرت أم نحن من تغير؟!


في ظل ما نراه ونشاهده وما يعصف بحياتنا من تقلبات ومتغيرات. كيف نستطيع أن نجيب على تلك التساؤلات ؟

ربما نجد في تلك الطفرة والنقلة النوعية التي أحدثت بعض التبرير. وربما يكون في التكلفة المادية والمعنوية و في ارتفاع سقف الطموح الذي تجاوز الحد المسموح شيئا من التفسير. ورغم كل ذلك تظل الاجابة عائمة تحتمل الكثير من الاحتمالات.وبغض النظرعن ذلك وعما تقدم أو تأخر ومن انطلق أو تعثر، نتفق تقريبا على أنها فعلا اختلفت وتغيرت، وإن ذلك الاختلاف أو التغير وصل إلى حد أن يكون مخيفا في بعض الأحيان فقد وصل إلى حد المساس بالأخلاق والقيم .

لقد ظهر ذلك جليا وبشكل لافت ومخيف بل ومقزز في بعض الأحيان تحت بنود كثيره منها التطوير ومواكبة العصر، حتى أننا لم نسلم فيه من سياسه القطيع!

وهنا حتما سنجد من يعزز هذا القول ويصادق عليه سواء من ذوي الاحتياجات الخاصة، أومن اصحاب الظروف الخآصة وغيرهم كثير وما نحن عنهم ببعيد.

لكن ذلك الاختلاف والتغير وصل إلى حد احداث الخلل و الفارق في بعض الموازين ، وبالتالي حياتنا.

لقد بدا لنا أن اعدادت هذه الحياة تلك التي تعلمناها واعتدناها قد تغيرت!

وللأسف ثمة مشاركة لنا في هذا التغير لا نستطيع الخروج هنا من دائرة أو قفص الاتهام، وما نبرؤ انفسنا فهي الأمارة بالسوء والتواقة إلى الضعف والكسل وسرعه الاستسلام والانكسار.

إننا مدانون غالبا بشكل أو بآخر، ومهما بلغ ذلك الاختلاف أو التغير أو حتى التنصل من تلك المشاركة و المباركة.

لن نستطيع أن نغير من تلك الحقيقة ولا من الأمر شيئا، ولن يقدم لنا ذلك دليل البراءة مهما حاولنا ومهما اختلفت وتعددت مسارات الحياة أو تشعبت بنا الدروب. لا ذلك الاختلاف والتغير كتبرير ولا كل ما يحيط بها وبنا كتفسير، فالحياة سوف تستمر بذلك الشكل أو بسواه، بنا أو بسوانا، ستستمر سواء حصلنا على صك البراءة أو كنا مدانين حتى اخمص الاقدام. ستستمر.

فكل تلك الضغوط والاختناقات والاختلافات وحتى الانفراجات والانفرادات لن تقدم أو تؤخر.

فهذه الحياة سوف تستمر ولن تنتظر أحدا أو تبقي أو تراعي أحدا... لن ينفع معها تقدير ولا أي تبرير لأي قصور أو تأخير... القاعدة فيه تقول ( إما أن تواكب تلك الحياة أو تفسح الطريق) فهي لن تقف أو تتوقف لأجل أحد.

علينا أن ندرك ذلك تماما، وأن نتأقلم معها، وإن لزم الأمر أن نستعين بكل أدوية الحموضة أو نلجأ لأقوى المسكنات، حتى وإن أوجعتنا و اجبرتنا على ادوية الضغط والسكر. علينا أن نتحلى بالصبر وأن نتعلم كيف نتقاسم هذه الحياة مع من حولنا دون خصام أو نزاع ما استطعنا إلى ذلك من سبيل، والا فالبديل دوما سيكون جاهزاً بغض النظر عن المستوى أو الجودة.

ولا تقلق أيضا فحتما ستجد من سيحتفي بك عند موتك، أما في حياتك فاعلم انك ربما تسحق وتداس وتهمش فالأمر هنا قد لا يهم احدا بقدر ما يهمك انت.

فلم يعد هناك من يفكر في الأفضل ولا الاصلح ولا ينظر للجيد أو يبحث عن الأجود..

في هذه الحياه فقط من يتهور و يفقد صبره هو من سيكون في الغالب الخاسر الأكبر وربما الأوحد.

علينا أن نعلم يقينا انه لم يعد هناك من يفكر بالمغادرين أو يعير اهتماما للقادمين..!

من انضم للمجموعة كمن غادر منها تقريبا.. عش حياتك وتقاسمها مع من حولك بعقل وحكمة ومنطق،

فلم يعد الزمان كما كان ولا نحن كما كنا.