قلة هم الذين شهد لهم التاريخ بسمو المكانة، وعلو المنزلة، ورفعة المقام، بسبب إقدامهم، وحبهم لعمل الخير، وحرصهم على خدمة الإنسان أينما كان ، واجتماع كل مناقب الرجال وصفات الأبطال في شخصهم، فلم يروا معنى لمتعة، إلا فيما يقدمونه للآخرين من خدمة، ويسدونه إليهم من معروف، ويرسمونه على وجوههم من بسمة تحيي الأمل من جديد، وتبدد ظلام اليأس والاستسلام لمشاكل الحياة، فخلد التاريخ أسماءهم بمداد من نور في صفحاته الخالدة، تقديراً لجهدهم واعترافاً بعطائهم، وامتناناً لكل ما قدموه للبشرية من خدمة جليلة وما نشروه بين الناس من محبة وإخاء، وتراحم وتعاطف، وتعاون على البر والتقوى، ونبذ كل أسباب الفرقة والشتات، التي تثير الحفيظة وتروج للحقد والكراهية والضلال.
أجل.. قلةٌ هم الذين نذروا نفسهم لخدمة العقيدة والأوطان والناس أجمعين، فسكنوا شغاف قلوبنا، واستأثروا بقدر وافر من دعائنا، كلما رفعنا الأكفَّ لرب العالمين، نسأله من خيريي الدنيا والآخرة، ومن أولئك الذين استحقوا هذا كله، وغيره كثير من واجب الشكر والتقدير، والعرفان والامتنان،الأمير تركي بن هذلول بن عبدالعزيز ال سعود نائب أمير منطقة نجران حفظه الله .
والحقيقة، مهما أوتي الإنسان من فنون البيان وبديع الكلام، يجد نفسه عاجزاً عن التعبير عما تجيش به النفس تجاه هذا الأمير الإنسان .
وعند ذكرنا للأمير نستذكر أبيات للشاعر زهير بن ابي سلمى عندما أمتدح فيها أحد الكرام فقال :
تراه إذا ما جئته متهللاً
كأنك تعطيه الذي أنت سائله
هو البحر من أي النواحي أتيته
فلجته المعروف والجود ساحله
تعود بسط الكف حتى لو أنه
ثناها لقبض لم تطعه أنامله