قادت عدد من المعالم التاريخية التي تحتضنها محافظة القطيف، ويعود بعضها إلى ما قبل 3 آلاف سنة قبل الميلاد بحسب مؤرخين ومهتمين في التراث السعودي إلى تعديل الخارطة التطويرية لطريق الملك عبدالعزيز الذي يخضع إلى صيانة واسعة بدأت قبل عامين.

وراعت الجهات المعنية الحفاظ على تلك المعالم التاريخية التي تعد إرثا ثمينا، ولذا صدرت التوجيهات بتبديل ملامح الخارطة وتغيير المسارات واختلاف الطرق.

تغيير المسار


لأجل تنفيذ الخارطة التطويرية لطريق الملك عبدالعزيز تمت إزالة أكثر من 500 عقار، وتعويض أصحابها لكن المعالم التراثية والتاريخية في المحافظة أجبرت الجهات القائمة على هذا المشروع على تغيير مسار الطريق المحدد إلى مسار آخر يحيط بالتاريخ من دون المساس به.

خطة تطوير

كانت أمانة المنطقة الشرقية قد شرعت في تنفيذ خطة التطوير لطريق الملك عبدالعزيز منذ 2022، في الجزء الممتد من حي الشويكة جنوباً حتى حي الناصرة في مدينة القطيف شمالاً، ويبلغ طول المسار 5 كيلومترات، وعرضه 60 متراً، إلا أن زيارة ميدانية لأمين المنطقة الشرقية المهندس فهد الجبير، برفقة الرئيس التنفيذي لهيئة تطوير المنطقة الشرقية، ومدير فرع هيئة التراث الوطني في المنطقة في مايو الماضي، غيرت الخطة تماماً.

قلعة ومقهى

على إثر الزيارة الميدانية للجهات المعنية، تم الإعلان والتوجيه بإجراء تعديل عاجل في المسار بعد الوقوف على المشروع، إذ تبين أن استكماله سيؤثر على موقع ومكان قلعة القطيف التاريخية؛ ولأجل الحفاظ عليها، تم تعديل المسار لينزاح الشارع غرباً.

تكررالأمر كذلك حين اتضح أن مقهى الغراب، وهو المقهى الشعبي الأقدم في المحافظة، ستتم إزالته مع مشروع تطوير وإصلاح شارع الملك عبدالعزيز، وعليه جاء التوجيه بنقله إلى قلعة القطيف.

وصرح الجبير بأن هذه المعالم تحكي تاريخ محافظة القطيف، وتراثها الأصيل، ويجب الحفاظ عليها، والاستفادة منها كمعالم تراثية وسياحية.

قلعة القطيف

لا تعد قلعة القطيف أثراً تاريخياً فقط، بل تمثل الهوية المعمارية للمنطقة، وتمثل ثقافتها، وهي عبارة عن مساحة كبيرة في قلب مدينة القطيف تحيط بها أسوار وبوابات، وهي تحتضن بيوتات قديمة متفرقة لا تزال تحتفظ بتصاميمها المعمارية الأثرية، وقيل إنها تأسست على يد الساسانيين في القرن الثالث الميلادي، في حين أعاد العثمانيون ترميمها في القرن السابع عشر الميلادي متخذين منها حصناً وقاعدة عسكرية لهم، وتحف بها أراضٍ زراعية ونخيل.

وعلى مدى قرون وبالتدريج، تمت إزالة أجزاء من بيوتها، ولعل البداية كانت في أوائل الستينيات، فيما نزح عدد من ساكنيها إلى قرى وأحياء مجاورة، وتساقطت منازل أخرى بفعل عوامل الزمن، بينما أزيلت منازل مثلت خطراً على المارة نظرا إلى قدمها، ولم يتبق حولها إلا القليل، وهي البقية الباقية التي تعتزم أمانة المنطقة والهيئات المعنية بالحفاظ عليها بعد أن تمت دراسة التعديل على مسار طريق الملك عبدالعزيز الذي يمر في الجهة الغربية للقلعة.

قهوة الغراب

أقدم مقهى شعبي في المحافظة، ويعود عمره إلى 100 عام وأكثر، ولأنه يقع في حي الشريعة من مدينة القطيف، أي في مسار المشروع التطويري لطريق الملك عبدالعزيز كان لا بد من إزالته، بينما قدمت البلدية رؤيتها وحلولها بنقله إلى داخل قلعة القطيف بعد اختيار موقع مناسب يجعل منه معلماً تاريخياً بنفس التصميم الذي كان عليه طوال تلك السنوات؛ ليبقى ويستمر متنفساً لكبار السن والشباب الذي تجمعهم جدران المقهى.

يذكر أن المقاهي القديمة كانت بيئة جاذبة لجميع أطياف المجتمع، وهو ما كان عليه حال مقهى الغراب الذي احتضن المشايخ ورجالات المجتمع القطيفي وتجاره والبسطاء من عامة المحافظة، لتبادل الأحاديث والأخبار والنقاشات ممثلاً بذلك إرثا اجتماعياً تراثياً له مكانته في قلوب أهالي المحافظة.

ـ خطة تطويرية لطريق الملك عبدالعزيز في القطيف

ـ الطريق بمسار طوله 5 كلم وعرضه 60 مترًا

ـ تم تعديل المسار ليحيط ببعض المعالم التاريخية حفاظا عليها

ـ قلعة القطيف الأثرية أهم المعالم التي تم تعديل المسار للحفاظ عليها

ـ مقهى الغراب الذي يعود تاريخه إلى 100 عام ينقل إلى داخل القلعة