فيما كان عدد من المشاكل التي يواجهها حجاج الخارج تعود سابقًا إلى التأخر في إبرام عقود الاتفاقيات والترتيبات الخاصة بالحجاج، وما ينجم عن ذلك من سلبيات عدة، أنجزت وزارة الحج والعمرة في هذا العام بادرة تعتمد لأول مرة، وتتمثل في اعتماد وثيقة الاتفاقيات لكافة مكاتب شؤون الحجاج مع نهاية موسم حج 1445، استعدادًا لموسم حج 1446، كبادرة فريدة أوضحت فيها خارطة الطريق لكافة شركات حجاج الخارج البالغ عددها في الوقت الراهن 35 شركة، لتتنافس في تقديم أرقى الخدمات لراحة ضيوف الرحمن بتأدية المناسك بيسر وسهولة وخشوع واطمئنان.

المسارعة بالخدمة

ما إن أعلن وزير الحج والعمرة، الدكتور توفيق الربيعة، عن بدء الانطلاق والاستعداد لموسم حج 1446 للهجرة / 2025 للميلاد، وتحديدًا مع نهاية موسم حج 1445 هجري في الحفل السنوي للوزارة «ختامه مسك»، والذي شهد تكريم البعثات المميزة بجائزة «لبيتم» إلا وسارعت شركات الطوافة ومقدمو الخدمة وتحركوا للاستعداد المبكر لموسم حج العام المقبل قبل مغادرة حجاج هذا العام.


وبدأت مكاتب شؤون الحجاج بعقد الاجتماعات مع مقدمي الخدمة لحجاج الخارج من شركات الطوافة بهدف تقييم الخدمة في الموسم الحالي، والتخطيط للموسم المقبل.

باقات منوعة

أفصح نائب رئيس مجلس إدارة مطوفي حجاج الدول العربية «أشرقت»، موفق خوج لـ«الوطن» عن تكليفهم مكاتب تسويق استشارية لإعداد باقات منوعة للخدمات لتقديمها كعروض لمكاتب شؤون الحجاج والبعثات.

وأبان أن الباقات تراعي اختلاف القدرات المالية للحجاج، وتؤمن لهم الخدمات الأساسية بشكل مثالي وفق اشتراطات وزارة الحج والعمرة.

إيجاد الحلول

تطرق خوج إلى أهمية الاستعداد المبكر للحج من خلال عقد اجتماعات مع مكاتب شؤون الحجاج والبعثات منذ النزول من المشاعر، مبينًا أن الفترة التي تلي يوم 12 ذي الحجة تعد بمثابة ورشة عمل كبرى مع مكاتب شؤون الحجاج لمناقشة ملاحظات الموسم، وإيجاد الحلول، ومعالجتها في السنوات المقبلة، مع بدء الاستعداد للموسم المقبل سواء بعقد الاتفاقيات أو معرفة متطلبات البعثات والعمل على تلبيتها في العرض المقدم للبعثات.

تجويد الخدمة

لفت خوج إلى أن الاستعداد المبكر مهم جداً سواء لشركات الطوافة ومقدمي الخدمات أو للبعثات للإعداد للموسم بشكل مثالي مما ينعكس على تجويد الخدمة المقدمة لضيوف الرحمن.

ورأى أن إطلاق الوزارة لجائزة «لبّيتم» لتحفيز البعثات ساهم في إيجاد تنافس فيما بينها للالتزام بالتعليمات والأنظمة، مع رفع مستوى التنافس على البداية المبكرة للإعداد لموسم الحج، مستشهدًا بحصول ثلاث بعثات من الحجاج العرب على جائزة لبّيتم هذا العام.

توقيع العقود

من جهته، أوضح نائب المدير التنفيذي لرحلات ومنافع التابعة لمطوفي حجاج الدول العربية، محمد الطيب الخزامي، لـ«الوطن» أنهم طبقوا في الموسم الماضي الاستعداد المبكر للحج بعد وصول إشعار من الوزارة بالإعداد للموسم منذ 12 ذي الحجة، وقال «انطلقنا في تشكيل فرق العمل وحرصنا على توقيع بعض العقود مع البعثات مبكرًا مع السفر لعدة دول وتقديم باقات الخدمات لرؤساء مكاتب شؤون الحجاج».

وأضاف «بعدها انطلقت المرحلة الثانية من الإعداد المبكر بعد توقيع العقود في معرض «إكسبو» للتجهيز الميداني على مستوى المخيمات في المشاعر والنقل والإعاشة والإسكان حتى يصل الحاج، ويجد كل الخدمات جاهزة وعلى أعلى مستوى، وهو ما انعكس هذا الموسم عبر رضا الحجاج عن الخدمات المقدمة»، مبينًا أنهم قدموا الخدمة لقرابة 250 ألف حاج من 13 دولة.

تطبيق البعثات

بدوره، قال رئيس مكتب شؤون حجاج جيبوتي، إسماعيل حسن روبله، لـ«الوطن» إنهم طبقوا الاستعداد المبكر عمليًا من خلال توقيع عقود تقديم الخدمات مع شركة الطوافة ومقدمي الخدمة مع نهاية موسم الحج مباشرة.

وأضاف «هذا سيعطينا الفرص لأخذ مساحة جيدة ومكان مميز في المشاعر مع تجهيز الخدمات من سكن ونقل وإعاشة وغيرها من الأمور التي يحتاجها حجاجنا، ولذا وقعنا عقد السنة المقبلة من هذه الأيام، بعدما وجدناه من تحفيز وتشجيع من وزارة الحج والعمرة، إلى جانب ما لمسناه من بعثات باقي الدول، وانعكاس ذلك على الخدمات المقدمة لحجاجهم».

وقدم شكره لحكومة السعودية على حرصها على الرقي بالخدمات وتجويدها وتنظيم الحج بشكل مثالي، وهو ما أسهم بنجاح موسم الحج لهذا العام.

asf